أضخم تعزيزات «أطلسية» على حدود روسيا

أعلن الحلف الأطلسي بدء تنفيذ خطة لتعزيز حضوره في جناحه الشرقي وعلى البحر الأسود، في حشد عسكري يُعتبر الأضخم على الحدود الروسية منذ الحرب الباردة، ويستهدف طمأنة دول شرق أوروبا والبلطيق، القلقة من توسّع موسكو، بعد ضمّها شبه جزيرة القرم وتدخلها عسكرياً في النزاع الأوكراني عام 2014.
في المقابل، تنفّذ روسيا وست دول حليفة في الفضاء السوفياتي السابق، تدريبات جوية واسعة، فيما أفادت تقارير إعلامية بأن موسكو تعزّز أسطولها في بحر البلطيق، لمواجهة توسيع «الأطلسي» انتشاره في المنطقة.
وناقش وزراء دفاع دول «الأطلسي» في بروكسيل أمس، «النشاط العسكري لروسيا» على حدود بلدان الحلف. وأعلن الأمين العام لـ «الأطلسي» ينس ستولتنبرغ «تعزيز الحلف وجوده في المنطقة الشرقية (للحلف)، وفي البحر الأسود». ولفت إلى أن «روسيا تواصل تعزيز مواقعها عسكرياً، في شكل كثيف من دون إنذار»، مشيراً إلى امتناعها عن إبلاغ شركائها بمواعيد تنفيذها تدريبات ومناورات. وذكّر بتجميد موسكو اتفاقاً أبرمته مع واشنطن في شأن بلوتونيوم مُخصّب لأغراض عسكرية، واتهمها بـ «مواصلة زعزعة استقرار أوكرانيا». ورأى أن التزامات دول الحلف ستشكّل «برهاناً واضحاً لرباطنا عبر الأطلسي».
واعتبر المبعوث الأميركي دوغلاس لوت، أن الخطة التي أعدّها «الأطلسي» تؤكد «تصميم الحلف على تنفيذ التزاماته بموجب البند الخامس من ميثاقه، المتعلّق بالدفاع الجماعي»، مستدركاً أنها تؤكد أيضاً على «حاجة الانفتاح على الحوار مع أضخم قوة عسكرية مجاورة، وهي روسيا».
وتشمل الخطة نشر أربع كتائب في دول البلطيق الثلاث (ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا) وبولندا، بحلول مطلع السنة المقبلة. وتقود كلّ من ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا كتيبة تضمّ حوالى ألف جندي، علماً أن أكثر من عشر دول تساهم في تأمين إجمالي عديد القوات (4 آلاف جندي). كما ستخزّن الولايات المتحدة قدرات لوجستية في مقرّ فرعي للحلف في بولندا.
وتمثّل هذه الوحدات طلائع قوات يمكن نشرها إذا تعرّضت الدول المعنية لهجوم روسي، كما يمكنها الاعتماد على «القوات المشتركة للتدخل السريع» التي أُعلنت جاهزيتها خلال قمة في وارسو في تموز (يوليو) الماضي، وتضمّ ٤٠ ألف جندي يمكنهم التحرّك والانتشار في غضون أيام. وتشمل خطة الحلف تعزيز دفاعاته وقوة الردع المناهضة لروسيا في منطقة البحر الأسود، حيث ستُشكّل وحدة للقوات المتعددة الجنسية، للتدريب في رومانيا ولتعزيز المناورات والدوريات في البحر الأسود.
تزامن اجتماع وزراء دفاع دول «الأطلسي» مع بدء روسيا وست دول حليفة في الفضاء السوفياتي السابق، تدريبات جوية واسعة، يشارك فيها أكثر من 130 مركز قيادة وقوات للدفاع الجوي ونحو 100 مقاتلة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المناورات التي انطلقت أمس في سبعة من بلدان «رابطة الدول المستقلة»، هدفها التدرّب على «إدارة نظام الدفاع الجوي الموحّد لدول الرابطة».
وأعلنت موسكو نجاح اختبار صاروخ باليستي جديد عابر للقارات من طراز «آر أس-18»، أُطلِق من قاعدة عسكرية جنوب روسيا. وكانت موسكو نشرت أخيراً صواريخ من طراز «إسكندر» القادرة على حمل رؤوس نووية، في جيب كالينينغراد الواقع بين بولندا وليتوانيا.
وأوردت صحيفة «إزفيستيا» الروسية المقرّبة من الكرملين، أن روسيا عزّزت أسطول بحر البلطيق في كالينينغراد، إذ أضافت سفينتين حربيتين مزودتين بصواريخ كروز بعيدة المدى، لمواجهة توسّع «الأطلسي» في المنطقة. وأعلن ناطق باسم الحلف أن «بحرية الأطلسي تراقب هذا النشاط قرب حدودنا»، فيما أعربت بولندا والسويد عن قلقهما. واعتبرت وارسو أن خطوة موسكو «تغيّر ميزان القوى».

الحياة اللندنية

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist