يبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته الرسمية إلى الأردن الاثنين، عن رسم حدود جديدة لعلاقته مع الأردن بعد أن اعتراها فتور في السنوات الأخيرة بسبب تباين المواقف في العديد من الملفات الإقليمية.
وقال أمجد العضايلة سفير الأردن في أنقرة إن “الزيارة تندرج ضمن تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين ومناقشة التطورات الإقليمية في سوريا والعراق”.
وأعرب العضايلة عن أمله في أن تكون زيارة الرئيس التركي إلى بلاده “صفحة جديدة لإنشاء علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية تعود بالفائدة على الشعبين الصديقين”.
ويسعى البلدان إلى إعادة إحياء العلاقات وتمتينها في كافة المجالات وردم الفجوة بينهما، والتي ظهرت بسبب الأحداث والفوضى التي طالت العديد من الدول العربية وبروز الدعم التركي الكبير للجهاديين من خلال فتح حدودها لهم للسفر إلى سوريا.
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قد أكد في مؤتمر صحافي الجمعة الماضي أن بلاده تربطها علاقات سياسية وتجارية جيدة مع عمان التي تتمتع بأهمية في المنطقة.
ويرى محللون أن ما حصل في المنطقة العربية كان السبب الأبرز في توتر العلاقات الوثيقة بين تركيا والأردن، وإعادة رسم خارطة العلاقات بين البلدين، وذلك بسبب الموقف السياسي المتباين تجاه “الربيع العربي”.
ويقول البعض إن ملف الإخوان المسلمين كان له الأثر الأهم في تذبذب العلاقات بين أنقرة وعمان.
وأشاروا إلى أن الانفتاح التركي على دول المنطقة يأتي في سياق محاولة تكيفها من جديد مع الوضع الإقليمي السياسي الذي يهدف لاحتواء النتائج السلبية لعلاقتها مع جيرانها.
وأكد العضايلة أن الوضع السياسي والأمني في المنطقة سيكون ضمن أجندة المباحثات بين الجانبين، لا سيما أن أنقرة وعمّان هما الأكثر تضررا من التحديات الناجمة عن استمرار الأزمة السورية دون حل.
وقال إن “الأزمة السورية ستتصدّر المباحثات السياسية بين الزعيمين إلى جانب مكافحة الإرهاب والمشاكل التي يعاني منها العالم الإسلامي وعملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، لكون تركيا تترأس في الوقت الراهن منظمة التعاون الإسلامي”.
ويحتضن كل من الأردن وتركيا الملايين من اللاجئين السوريين، كما أن الممر التجاري البري الهام بالنسبة للصادرات والواردات بينهما منذ سنوات مُغلق بسبب التوترات الحاصلة في محيطهما.
وطالبت العديد من الأصوات الأردنية في السنوات الست الأخيرة بتجميد العلاقات السياسية والعسكرية والأمنية مع تركيا بسبب سياستها في المنطقة، لكن ومع ذلك حاولت عمّان إيجاد نوع من التوازن مع أنقرة طيلة تلك الفترة.
صحيفة العرب