لفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتباه إلى أن الشعوب عادة ما تهرع في حال إعلان حكوماتها عن حالة الطوارئ إلى المراكز التجارية لادخار الغذاء، إلا أن تركيا خالفت القاعدة تلك، عندما هرع شعبها إلى الساحات والميادين لدعم الديمقراطية.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في البرلمان التركي، في زيارة أولى له أجراها بعد محاولة الانقلاب في 15 تموز / يوليو، وفي هذا السياق قال: “تم إعلان حالة الطوارئ في تركيا، هل هرع الشعوب إلى المراكز التجارية؟ أم أن الشعب خرج من المنازل إلى الساحات؟ في السابق عندما كان يتم إعلان حالة الطوارئ كان الشعب يهرع إلى الأسواق، والمحال التجارية، ويعمل على إفراغها ليملأ مخازن المنازل، ولكن في تركيا ما حدث هو العكس”.
وأثنى أردوغان على الشعب وما قام به في الساحات والميادين، تلبية للدعوة التي وجهت إليه، للدفاع عن الديمقراطية منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز / يوليو، فقال: “إن الشعب التركي كان قدوة في هذه المرحلة للعالم بأسره، إن الشعب التركي الحمد لله وقف منتصبا أمام الدبابات، إن الشعب بصغاره وكباره، بنسائه ورجاله سار نحو الشهادة، وهذا أمر مهم للغاية”.
وتابع أردوغان في السياق نفسه، قائلا: “منذ ذلك اليوم والساحات والميادين تعج بالناس، وسيزداد العدد بكل عزم وإصرار، ومن هنا أتقدم بالشكر لعناصر القوات المسلحة الذين لم ينجروا خلف هؤلاء الأنذال”.
وعبّر أردوغان عن أسفه لما رآه من أضرار حلّت بالبرلمان التركي بعيد تعرضه للقصف من قبل العناصر الانقلابيين، فقال: “عندما رأيت ما تعرض له البرلمان أصبت بحزن كبير، من قام بالفعلة هذه لا يمكن له أن يكون جنديا في الجمهورية التركية، من قام بالفعلة هذه هو إرهابي حتما، إن هؤلاء العناصر يتلقون أوامرهم من بنسيلفانيا-في إشارة منه إلى الكيان الموازي- والآن هناك من يقوم بتهديد تركيا من بنسيلفانيا كما يحلو له، ولكن بفضل الله ولطفه لم يتمكن هؤلاء من الوصول إلى غاياتهم وأهدافهم”.
يذكر أن الرئيس التركي أردوغان، ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم كانا قد اكدا منذ الساعات الاولى لإعلان حالة الطوارئ أن الأمر لن ينعكس على الشعب، وأن حالة الطوارئ هي لإعادة النظر في آليات الدولة، مشيرين إلى أنه إجراء احترازي للدولة، ولا علاقة له بالشعب.
ترك برس