رفضت وزارة الدفاع الأمريكية انتقادات ترى ان نشر 250 جندياً في سوريا سيمهد الطريق لتوسيع مهمة الحرب ضد تنظيم «الدولة» وتنفيذ أجندة غير معلنة وقالت إن هناك حاجة بالفعل لنشر الجنود من اجل تلبية الاحتياجات الحالية.
وقال السكرتير الصحافي للبنتاغون بيتر كوك «هذه قدرات محددة لتلبية احتياجات خاصة في الوقت الراهن، وهي تتزامن مع أحاديثنا مع الشركاء»، وأضاف «القرارات الاخيرة جاءت بعد اجراء تقييمات واحاديث مع القادة المحليين على البر في سوريا، وهي قرارت منطقية لتسريع الحملة وزيادة تمكين القوى المحلية». وأوضح كوك بان المسألة لا تكمن في وضع الالاف من الجنود من اجل شن حرب لان الولايات المتحدة تتطلع إلى الاخرين لتنفيذ هذه المعركة ولكن ما تفعله واشنطن هو تقديم المساعدة والدعم.
وتناقضت ردود الفعل في الكونغرس حول أخبار انتشار القوات في سوريا التي جاءت بعد اسبوع فقط من اعلان اخر يتضمن إرسال 200 جندي امريكي أضافي إلى العراق حيث اصر قادة الحزب الجمهوري على ان هناك حاجة لاكثر من ذلك بينما حذر قادة الحزب الديمقراطي من خطر تورط الولايات المتحدة بشكل اعمق في النزاعات.
وأكد كوك أن القوات الأمريكية لن تتواجد في الخطوط الامامية مشيراً إلى ان دور القوات سيكون التواصل وتدريب ومساعدة القوات المحلية وتقديم معلومات استخبارية من الارض، وقال بان دور القوات الأضافية يشبه إلى حد ما دور القوات الاصلية.
وأضاف ان الادارة الأمريكية استقرت على إرسال 250 جندياً إلى سوريا بناءً على توصية من القادة العسكريين مشيرًا إلى ان العدد الاجمالي المذكور يتضمن عناصر المجال الطبي واللوجستي.
ولم يستبعد الناطق باسم البنتاغون امكانية إرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى سوريا أو العراق، وقال «سنستمر في مواصلة النظر في كل فرصة جديدة والعمل مع الشركاء المحليين من اجل تسريع هذه الحملة ولكن، كما رأيتم، العملية محدودة جداً والقرارات تبحث في قدرات محددة». جاء ذلك فيما أجرى وزير الخارجية الامريكي جون كيري محادثات هاتفية امس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول كيفية تثبيت وقف الأعمال العدائية أو وقف اطلاق النار في سوريا.
واقترح كيري نظام مراقبة الهدنه على مدار ال24 ساعة للروس فرد لافروف ان هذا الاقتراح مبسط لأنه مازالت هناك مهمة اساسية وهي القتال ضد الإرهابيين.
وأشار الناطق باسم الخارجية الأمريكي جون كيربي ان كيري سيستمر في البحث عن طرق لتثبيت وقف الأعمال العدائية الهش.
وحول اعتبار ذلك بمثابة تقسيم للنفوذ بين الأطراف المتنازعة وبالتالي تقسيم سوريا يقول كيربي: ان الولايات المتحدة ماتزال ملتزمة بسوريا الموحدة وغير الطائفية وان كل أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا (اي اس اس جي) بما فيها روسيا وقعوا على هذا الهدف الذي تضمنه قرار مجلس الامن الدولي الاخير.
وقال كيربي «إنه من الصعب تحديد مواقع جبهة النصرة ومواقع المعارضة السورية المقاتلة الموقعة على اتفاق وقف العمال العدائية وهناك تداخل بين المواقع للطرفين، ومازلنا نرى انه في حلب وحول حلب فإن النظام السوري مستمر في خروقاته لوقف الأعمال العدائية ومعظم الخروقات يقوم بها النظام السوري وهذا امر حسابي وواقعي، وان الامر صعب ونعمل عبر اتصالاتنا مع المجموعات المعارضة والدول التي لها تأثير على المجموعات المعارضة الاخرى للاستمرار في التزاماتهم بوقف العمال العدائية وألا يندمجوا مع مواقع جبهة النصرة».
وأضاف «نحن لسنا عمياناً للواقع في حلب وحولها من وضع ديناميكي وتداخل المواقع بين جبهة النصرة والمعارضة المسلحة، ولكن مازلنا نعتبر تمدد النظام وفرض سيطرته على المزيد من المناطق في سوريا ليس امرا جيدا لمستقبل البلاد».
وسئل لماذا تقول الادارة الأمريكية دائماً إنها لن ترسل قوات امريكية إلى داخل سوريا والآن قررت إرسال 250 جندياً امريكياً؟ فأجاب كيربي «ان مهمة الـ250 فرداً من القوات الخاصة الأمريكية هي تقديم الاستشارات، وكنا قد أرسلنا 50 مقاتلاً من القوات الخاصة الأمريكية إلى سوريا في الماضي، وكان لهم وقع إيجابي على قدراتنا للعمل ضد تنظيم الدولة، وبسبب نجاحهم ورغبتنا في تكثيف جهودنا ضد التنظيم قرر الرئيس اوباما زيادتهم بـ250 مقاتلاً من القوات الخاصة، ولم يقل الرئيس إنه ضد إرسال جنود إلى سوريا بل ما قاله أوباما انه لن يبعث بقوات عسكرية كبيرة».
وأضاف كيربي «لدينا في العراق 3 آلاف جندي لتقديم الاستشارات والمساعدة في القواعد في شتى انحاء العراق ولا يخوضون حرب مواجهة قتالية تقليدية، وفي سوريا لن نرسل قوات قتالية تقوم بعمليات عسكرية بل بعثنا مستشارين عسكريين من القوات الخاصة وقررنا زيادتهم بـ250 من المستشارين العسكريين حتى يجري تحسين أداء المقاتلين المحليين في داخل سوريا ضد تنظيم الدولة، وليس كل المقاتلين الذين يقاتلون تنظيم الدولة من الأكراد، ولكن الأكراد اثبتوا انهم شجعان ونجحوا في دحر التنظيم».
وأضاف كيربي «تعرفون في الماضي قام البنتاغون باخراج بعض مقاتلي المعارضة للخارج وتدريبها على قتال تنظيم الدولة ولكن ذلك لم ينجح، فتحولنا الآن لإرسال مدربين ومستشارين عسكريين أمريكيين لداخل سوريا للقيام بتدريب المقاتلين السوريين ضد التنظيم ومازال هدفنا في سوريا دفع العملية السلمية للامام لتحقيق عملية انتقال سياسي».
القدس العربي