أعلنت خمسة فصائل معارضة عسكرية في الشمال السوري اندماجها في جسم عسكري موحد يحمل اسم «الجبهة الوطنية للتحرير» بقيادة العقيد فضل الله الحجي، ويضم التشكيل الجديد «الجبهة الوطنية للتحرير، وألوية صقور الشام وجبهة تحرير سوريا، وجيش الأحرار، وتجمع دمشق»، وقوامه قرابة 100 ألف مقاتل.
وحسب البيان الرسمي للتشكيل الجديد فإن «انصهار الفصائل سيكون نواة لما اسموه جيش الثورة القادم» لافتا إلى تأييد «عقد مؤتمر وطني جامع لأطياف الثورة جميعها».
الخبير في التنظيمات الجهادية في سوريا، رامي الدالاتي، أوضح لـ«القدس العربي» أن «تنسيق عال المستوى بين الحكومة التركية وقيادات الفصائل العسكرية التي تملك إمكانية التسليح، والمنتشرة شمالا من اقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وهو ما انتج الإعلان عن تشكيل الجبهة الوطنية للتحرير».
وبموازاة الارتباك الذي يعتري إيران وميليشياتها على الأرض قريباً من الكيان الإسرائيلي في سوريا، تحاول موسكو طمأنة تل أبيب بمراعاة محاذيرها، حيث صرح المبعوث الروسي إلى سوريا أمس، بأن القوات الإيرانية سحبت أسلحتها الثقيلة إلى مسافة 85 كيلومتراً عن الحدود بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان، بعد انتزاع النظام السوري السيطرة على مناطق المعارضة في جنوب غربي سوريا.
تزامناً نسبت وكالة «تاس» الروسية إلى المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف قوله إن « الإيرانيين انسحبوا وإن التشكيلات الشيعية ليست موجودة هناك»، مضيفاً أن عسكريين إيرانيين وصفهم بأنهم مستشارون ربما يكونون وسط قوات الجيش السوري التي لا تزال أقرب إلى الحدود الإسرائيلية، من دون «وحدات للعتاد والأسلحة الثقيلة يمكن أن تمثل تهديداً لإسرائيل على مسافة 85 كيلومتراً من خط ترسيم الحدود».
يجري ذلك وسط ارتياح أردني سمح باستئناف رحلات الطيران بين دمشق وعمان بعد سبع سنوات من الحظر، فيما قال وزير النقل السوري علي حمود إن «الطريق إلى المعبر الحدودي مع الأردن، المغلق بسبب الحرب منذ عام 2011، جاهز للاستخدام، وإن دمشق تدرس إمكانية فتحه بعد الانتهاء من كل القضايا التي كانت تمنع الوصول إلى هذا المعبر».
من جهة أخرى وبعد ساعات على انهيار تنظيم «الدولة» في حوض اليرموك، وسيطرة النظام وفصائل الجيش الحر المتحالفة معه على معظم ريف درعا الغربي، هاجم مقاتلو التنظيم مطار خلخلة في ريف السويداء ودمروا طائرتين مقاتلتين وقتلوا عشرات من جنود النظام، حسب إعلان وكالة أعماق والوكالات شبه الرسمية الحكومية التي قالت إن النظام صد الهجوم.
لكن الحدث الأبرز تمثل في استسلام عشرات المقاتلين الجرحى من تنظيم «الدولة» لقوات النظام في ريف درعا الغربي، في إطار صفقة تبادل، يبدو أنها ستنفذ قريباً مع المختطفات الدرزيات من قرى السويداء قبل أيام.
واطلعت «القدس العربي» على فيديو في بلدة طفس يظهر عشرات المقاتلين من جيش خالد المبايع لتنظيم «الدولة»، يتم اقتيادهم مكبلين في طابور من قبل عناصر الجيش الحر باتجاه قوات النظام، وبدا الإعياء الشديد على مقاتلي التنظيم. كما ظهر في الشريط تعرض معظم عناصر التنظيم لإصابات شديدة، منها بتر أطراف، وظهر قائد القاطع يمشي على رجل واحدة متكئاً على عناصر آخرين مصابين وهم يتعرضون لشتائم من عناصر فصائل المعارضة، الذين انضموا أخيراً لقوات النظام. كما يعرض الشريط لقطات لسيدة من ريف درعا الغربي وهي تبكي مطالبة بإطلاق سراح ابنها المقاتل في تنظيم «الدولة».
وبعد سيطرة النظام على بلدة «الشجرة» المعقل الأهم لجيش خالد المبايع للتنظيم، تهاوت قوة الفصيل الجهادي، وانسحب عدد منهم نحو وادي اليرموك، إذ تمت تصفية العشرات منهم هناك، وألقي القبض على بقية العناصر الجرحى من قبل ما يعرف بالقوات الرديفة للنظام المتمثلة بـ«جيش الثورة»، منهم عناصر من بلدة تسيل وباقي قرى حوض اليرموك.
ويقول الناشط والكاتب المختص بشؤون الجهاديين، قحطان الدمشقي، إن «فصائل المعارضة التي والت النظام أخيراً قتلت معظم الأسرى واعدمتهم ميدانياً، على خلفية النزاعات الثأرية بينهم على مدى السنوات الماضية، خصوصاً وأن معظم عناصر التنظيم في حوض اليرموك هم من فصائل محلية في درعا دخلت في صراعات مع فصائل الجيش الحر قبل انضمامها لتنظيم «الدولة» كجيش خالد، بينما لم يقم النظام بإعدام معظم الأسرى من تنظيم «الدولة» بهدف مبادلتهم مع المختطفات الدرزيات من قرى السويداء»، وهي صفقة يفترض ان تنجز في الساعات القليلة المقبلة بحسب الأنباء، وستفضي إلى نقل عناصر التنظيم لمعاقله في منطقة الكراع الوعرة في بادية السويداء الشرقية، مقابل إطلاق سراح المدنيين الدروز المختطفين لدى تنظيم «الدولة».
المصدر : القدس العربي