يجري في أروقة الأمم المتحدة ترشيح النظام الأسد لمنصب رفيع في لجنة أممية، في تناسٍ وتجاهل لجرائم النظام الذي أسرف في القتل والقمع بحق الشعب السوري.
أم أحمد فقدت منزلين ولا تعرف الطريقة الصحيحة لتوثيق ما تملك
أفادت منظمة “UN Watch” الحقوقية الغير حكومية والمتخصصة في مراقبة أداء الأمم المتحدة ومقرها جنيف، على موقعها الإلكتروني الرسمي، يوم أمس الإثنين، أن الأمم المتحدة رشحت نظام الأسد لشغل منصب رفيع في لجنة “إنهاء الاستعمار”، المكلفة بدعم حقوق الإنسان بما في ذلك مواجهة “استعباد الشعوب وسيطرتها، بحسب وكالات إعلامية.
ونقلت المصادر عن المنظمة أنه جرى في اليوم نفسه الذي اتهمت فيه لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم دولية أخرى بما في ذلك الإبادة الجماعية، داعية أمين عام هيئة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، وسفراء الاتحاد الأوروبي لإدانة تلك الخطة “العبثية والفاحشة أخلاقياً”، فيما اعتبر مدير المنظمة هيليل نوير في تغريدة له أن ذلك يمثل “إهانة لملايين الضحايا في سوريا”.
يذكر أن رئيس اللجنة المستقلة من أجل العدالة الدولية والمحاسبة ستيفن راب، صرح عبر لقاء متلفز بثته شبكة CBS، أن الأدلة التي جمعتها اللجنة والتي تدين نظام بشار الأسد وتثبت مسؤوليته عن جرائم الحرب أكثر من تلك التي توفرت في محاكمة قادة النازية؛ فقد توفرت أكثر من 900 ألف وثيقة سُرّبت من سوريا، وثقتها اللجنة وتبين أن الأوامر بارتكاب تلك الجرائم جاء بعضها مباشرة من رأس النظام بشار الأسد، فيما حملت بعض الوثائق توقيعه.
وتأتي تلك المحاولات على طبق من ذهب للأسد ونظامه الذي يسعى لتعويم نفسه بعد أن أوغل في دم السوريين وشردهم وارتكب أفظع المجازر، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية المرتقبة في البلاد والمعروفة النتائج سلفاً في ظل فساد النظام.
لابد من الإشارة هنا أيضاً إلى النظام مهد الطريق للقوى المحتلة متمثلة بروسيا وإيران لغزو سوريا ثقافيا واقتصاديًّا وعسكرياً، حيث تولت مفاتيح القرار ومفاصل الحكم، بدعوة منه للتدخل في البلاد لمحاربة شعبه.
وكان قد بدء التوسع العسكري الواسع لإيران في سوريا مطلع عام 2012، عقب تدخل ميليشيات إيرانية لدعم قوات النظام في مواجهة الثورة السورية. وتشير تقديرات أن تعداد المليشيات الإيرانية من نحو 50 تشكيل، يتجاوز 100 ألف مقاتل باعتراف قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري في مقابلته مع مجلة سروش عام 2019.
وفيما يخص القوات الروسية التي تدخلت في سوريا لصالح النظام في أيلول 2015، كشفت وزارة الدفاع الروسية في آب 2018، عن أن عدد الجنود الذين تم إرسالهم إلى سوريا، تجاوز 63 ألف جندي. ورغم الروايات الروسية بسحب معظم تلك القوات، يبقى عدد الجنود الروس في سوريا برمتها أو قاعدتها العسكرية حميميم في محافظة اللاذقية مجهولاً.
ينظر الشعب السوري إلى النظام الأسد على أنه محتل استباح الدم وانتهك حقوق شعبه ومارس بحقه أشنع الجرائم التي ترتقي لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري