د. رمزي منصور
بعد مرور عام على أحدث السابع من أكتوبر، واجه الفلسطينيون وقضيتهم العادلة تغيرات كثيرة، هذه التغيرات كشفت عن حقائق قد تؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية، أين ذهبت الأمور اليوم بعد تلك الأحداث في مستقبل القضية الفلسطينية؟ على مدار العام الماضي تكبدت الساحة الفلسطينية خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بقطاع غزة جراء الحرب الهمجية التي شنها الاحتلال الاسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني عامة وقطاع غزة خاصة، وبرغم هذه الأحداث الصعبة حققت القضية الفلسطينية على المستوى الدولي السياسي والدبلوماسي مكاسب ملحوظة لم تشهدها من قبل، وفي المقابل أظهرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجهها الحقيقي بشكل واضح، مما يجعل من الصعب تجاهله في الوقت الراهن، هذه المعطيات قد تشير إلى مستقبل غامض وصعب للقضية الفلسطينية، مما يستوجب على الفلسطينيين اعتماد استراتيجية حكيمة لمواجهة التحديدات التي قد تكون الأشد خطورة في تاريخهم.
خلال عام من حرب الإبادة الجماعية في غزة، تكبد الفلسطينيون خسائر فادحة، حيث تجاوز عدد الشهداء ما يقارب 50 ألف شهيد، بينما أصيب نحو 100 ألف آخرون، لم تقتصر المعاناة هنا بل شملت نزوح 2 مليون مواطن فلسطيني داخل قطاع غزة تحت تهديد النار والقصف والدمار، وسط حرب التجويع ونقص الأدوية وأبسط المستلزمات الحياتية لحياة كريمة.
على الجانب الأخر شهدت القضية الفلسطينية خلال العام الماضي تطور ملحوظ على الصعيدي السياسي والقانون الدولي، حيث استعادة مكانتها في صدارة الأحداث العالمية، لم تَعد القضية الفلسطينية مقتصرة على المحافل الدولية فقط، بل امتدت إلى ساحات وشوارع العواصم العالمية والجامعات الدولية، التي خرج طلابها ومواطنيها من المتظاهرين والمُحتجين على السياسة الاجرامية للاحتلال ومطالبين بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، هذا الحراك أسهم في استقطاب مؤيدين وداعمين جدد للقضية الفلسطينية، مما ساعد على نشر السردية الفلسطينية بشكل أوسع، وتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال، كما شهدت المحاكم الدولية تطورات مهمة لصالح القضية الفلسطينية، ففي المحكمة الجنائية الدولية تم إصدار أوامر اعتقال بحق قادة الاحتلال، بالمقابل تم تقديم دعوى لمحكمة العدل الدولية في اتهامات تتعلق بارتكاب الاحتلال لجريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني. كما شهدت أروقة الأمم المتحدة نشاط دبلوماسي مكثف خلال العام الماضي مما أثمر عن نتائج إيجابية للقضية الفلسطينية، وهذا عمل على ترقية جديدة لمكانتها بفضل دعم ثلثي أعضاء الجمعية العامة، التي منحتها امتيازات إضافية واعتبرت أن فلسطين تستحق العضوية الكاملة.
تتناغم هذه التطورات السياسية والقانونية والدبلوماسية، مع تضحيات وصمود الشعب الفلسطيني، خلال الأعوام الماضية وما زالت مستمرة حتى الوقت الحالي، وفي المقابل تكشف حكومة نتنياهو بشكل علني عن مخططاتها في تجسيد سياستها الفعالة على الأرض من خلال ضم الضفة الغربية، ورفضه لعدم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والمصادقة على تخصيص ميزانيات ضخمة لتوسيع المستوطنات وتسليح المستوطنين، إلى جانب تكثيف العمليات العسكرية والاعتقالات بحق المواطنين في الضفة الغربية، لم يقتصر نتنياهو على ذلك بل اتجه نحو محاربة السلطة الفلسطينية من خلال مصادرة أموالها بهدف إضعافها، مبرراً ذلك بنشاطها الدبلوماسي والسياسي في المحافل الدولية.
بعد أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي، أعلنت الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو على نيتهم بالقضاء على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية كأحد الأهداف الرئيسية للحرب في غزة، مما يعكس تغيرات في استراتيجية التعامل مع الفلسطينيين في العقود الماضية، اعتمدت استراتيجية التشتيت على إبقاء إدارة السلطة الفلسطينية للضفة الغربية وحكم حماس في غزة، هذا الانقسام أتاح لها تحقيق أهداف استراتيجية تهدف لتغيير الواقع على الأرض، من خلال توسيع المستوطنات تدريجياً في الضفة الغربية، أما في غزة فيسعى إلى القضاء على حركة حماس وترسيم سيطرته على محور “فيلادلفيا” الحدودي مع مصر، وتدمير البنية التحتية للقطاع بشكل كامل والعمل على تقليص عدد سكانه من خلال عمليات القتل الاجرامية المتبعة في حرب الابادة الجماعية وتهجيرهم من أماكن سكنهم واستخدام سلاح التجويع لهم للخضوع لمطالبه. وفي ظل هذه التطورات يبدوا أن الاحتلال لن يخرج من غزة بسهولة، فقد دخل المرحلة الثالثة للحرب، بعد أن ألحق دماراً واسعاً بالقطاع، وهجر آلاف السكان من الشمال إلى الجنوب، وضيق بكل وسائل التعذيب على من تبقى متمسك في منزله بالشمال، في هذه المرحلة أحكم سيطرته على حدود القطاع وإخضاعها لحالة من الحصار الشديد، ويقتصر الاحتلال على تنفيذ عمليات برية محدودة بالوقت الحالي، مع الاعتماد على السلاح الجوي تحقيق أهدافه العسكرية.
وأن هذا التطور الميداني يعني أن هناك حالة استنزاف طويلة الأمد لسكان القطاع، مما يعمل ذلك على زيادة الخسائر في جميع الأصعدة، وفي الجهة الشمالية يبدأ الاحتلال حربه مع حزب الله في لبنان، في خطة كانت معدة مسبقاً، كما لا تبدو الضفة الغربي في أفضل أمورها في تنتقل من مرحلة حالة الضم الزاحف إلى مرحلة الضم المعلن والمتسارع بدون حسيب ولا رقيب من العالم، ومن المتوقع أن تشهد الضفة مزيداً من التصعيدات خاصة من أن هناك حراك فلسطيني في أزقة المخيمات وبالتحديد في جنين وطولكرم والخليل.
ليس بالضروري أن ينجح نتنياهو في تحقيق مخططاته تجاه الفلسطينيين، مدام أعداؤه في المنطقة يواصلون تحشيد قواهم لموازنة معادلة الردع، كم بات من الصعب اليوم حسم نتائج الحرب كمان كان بالسابق في ظل ظهور تطورات تكتيكية جديدة مختلفة كما في الحروب التقليدية، يمكن ملاحظة ذلك مع حرب إسرائيل في عدة جبهات مختلفة، قد تكون هذه الأيام الأصعب على القضية الفلسطينية مما يتطلب على الفلسطينيين إعادة النظر في تطوير علاقاتهم الخارجية الإقليمية والدولية على الصعيد الدبلوماسي أو السياسي والقانوني وترتيب أولياتهم في خدمة القضية بالمحافل الدولية.
Heya i’m for the first time here. I came across this board
and I find It truly useful & it helped me out much.
I hope to give something back and aid others like you aided me.
An outstanding share! I have just forwarded this onto a co-worker who was conducting
a little research on this. And he actually bought me breakfast
simply because I found it for him… lol. So let me reword this….
Thanks for the meal!! But yeah, thanks for spending time
to talk about this matter here on your web site.
Thanks for finally writing about > واقع جديد يتشكل في المشهد السياسي
الفلسطيني ينذر بتحولات جذرية بعد عام من الحرب – مركز
الصحافة الاجتماعية anonymous
Hello to every one, the contents present
at this site are really remarkable for people knowledge, well, keep
up the good work fellows.
Awesome site you have here but I was curious about if you
knew of any message boards that cover the same topics talked about
in this article? I’d really like to be a part of group where I can get comments from other experienced people that share the same interest.
If you have any recommendations, please let me know.
Kudos!