“هل مات الطموح في بلدي”، قصة فتاة سورية تحلم بفرصة عمل

بدموع اعتلت وجنتيها، وقلب يخفق ألما وحزنا، أخرجت “ربا” ألبوم صورها مع صديقاتها في أيام الجامعة، وبدأت ذكرياتها تحضر لمخيلتها عند كل موقف بحلوها ومرها، فتقول في نفسها:” كم كانت ضحكاتنا بريئة ونابعة من القلب”، تنسى وجعها قليلا وتضحك عندما وجدت صورة عفوية وهن يتناولن الفطور عند إحداهن.
ربا فتاة سورية من مدينة ادلب، أخذها طموحها لتدرس في كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة حلب، وبعد تخرجها من الكلية بمعدل ممتاز تقدمت للدراسات العليا ونالت درجة الماجستير، ورغم ما حصلت عليه إلا أنه مازال طموحها أكبر من ذلك، وتم تعيينها في إحدى دوائر الدولة في مدينة ادلب قبل أن تخرج عن سيطرة قوات النظام في 28 مارس عام 2015.
وبعد سيطرة فصائل الثوار على المدينة فرض النظام على موظفيه الالتحاق بالدوام في الدوائر المماثلة في مناطق سيطرته، ومن يتخلف عن ذلك يعتبر بحكم المفصول، ويوضع اسمه على الحواجز العسكرية المنتشرة في الطرقات ويطلب للتحقيق بتهمة دعم المسلحين وخيانة الوطن.
وقعت “ربا” بين نارين أحلاهما مر، فويلها عائلتها المؤلفة من والدها ووالدتها إذ أنها متكفلة بإعالتهم من الراتب الشهري الذي تتقاضاه من عملها، أو الذهاب لمناطق النظام والالتحاق بعملها وتركها أهلها ومدينتها وأحلامها التي رسمتها لمستقبلها فقد بدأت بالتبدد والانحسار.
تكمل لنا قصتها والغصة واضحة من ملامح وجهها المتعب:” قررت في البداية أن ألتحق بوظيفتي في مدينة حلب كغيري من زملائي وأثبت وجودي وأعود لادلب على أن أقبض الراتب كل شهرين متتاليين، لكن مديري في العمل فرض الدوام بشكل يومي دون أعذار أو رأفة بحالي، لم أكن أعلم ماذا أفعل، فالمكوث في حلب يتطلب مني أن أستأجر بيتا ومصاريف أخرى ليست في الحسبان، ولتتضاعف معاناتي رفضت عائلتي أن ترافقني لمناطق النظام الأمر الذي أثقل كاهلي وفرض علي قيودا جديدة”.
وتضيف:” استأجرت غرفة عند سيدة في أحد أحياء حلب بتكلفة 8 آلاف وهو مبلغ زهيد مقارنة مع أسعار الإيجارات المرتفعة، لكنني لم أستطع فراق عائلتي وترتب عليّ ديون كثيرة، وبعد أن اسودّت الدنيا في وجهي قررت ترك وظيفتي والعودة لمدينتي علي أجد عملا آخر أحقق فيه طموحي وأستغل خبرتي التي تعبت في تحصيلها طيلة سنوات الدراسة والعمل”.
لم تكن تعلم ربا أن حياة الحرب ستقضي على طموحاتها وأحلامها التي خططت لها طويلا وسعت من خلال دراستها لتخطو أول خطوة في سبيل تحقيقها، وما لاقته في مدينة ادلب كان إجابة صادمة لقرارها، فالمدينة تفتقر للتنظيم ولفرص العمل نظرا لحداثة تحريرها ولقلة الداعمين من المنظمات المعنية بتشغيل الكوادر العلمية والتيث يقتصر عملها على المجال الإغاثي والمحاسبة .
“سبع سنوات قضيتها في الدراسة، هل يعقل أن أرمي تعبي وأمكث في البيت منتظرة فرصة قد لا تأتي لأحقق جزءا من طموحاتي، أم أننا بتنا نعيش في بلد مات فيه الطموح والأمل مع صرخات البنادق والركام؟”.
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد
“هل مات الطموح في بلدي”، قصة فتاة سورية تحلم بفرصة عمل
بدموع اعتلت وجنتيها، وقلب يخفق ألما وحزنا، أخرجت “ربا” ألبوم صورها مع صديقاتها في أيام الجامعة، وبدأت ذكرياتها تحضر لمخيلتها عند كل موقف بحلوها ومرها، فتقول في نفسها:” كم كانت ضحكاتنا بريئة ونابعة من القلب”، تنسى وجعها قليلا وتضحك عندما وجدت صورة عفوية وهن يتناولن الفطور عند إحداهن.
ربا فتاة سورية من مدينة ادلب، أخذها طموحها لتدرس في كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة حلب، وبعد تخرجها من الكلية بمعدل ممتاز تقدمت للدراسات العليا ونالت درجة الماجستير، ورغم ما حصلت عليه إلا أنه مازال طموحها أكبر من ذلك، وتم تعيينها في إحدى دوائر الدولة في مدينة ادلب قبل أن تخرج عن سيطرة قوات النظام في 28 مارس عام 2015.
وبعد سيطرة فصائل الثوار على المدينة فرض النظام على موظفيه الالتحاق بالدوام في الدوائر المماثلة في مناطق سيطرته، ومن يتخلف عن ذلك يعتبر بحكم المفصول، ويوضع اسمه على الحواجز العسكرية المنتشرة في الطرقات ويطلب للتحقيق بتهمة دعم المسلحين وخيانة الوطن.
وقعت “ربا” بين نارين أحلاهما مر، فويلها عائلتها المؤلفة من والدها ووالدتها إذ أنها متكفلة بإعالتهم من الراتب الشهري الذي تتقاضاه من عملها، أو الذهاب لمناطق النظام والالتحاق بعملها وتركها أهلها ومدينتها وأحلامها التي رسمتها لمستقبلها فقد بدأت بالتبدد والانحسار.
تكمل لنا قصتها والغصة واضحة من ملامح وجهها المتعب:” قررت في البداية أن ألتحق بوظيفتي في مدينة حلب كغيري من زملائي وأثبت وجودي وأعود لادلب على أن أقبض الراتب كل شهرين متتاليين، لكن مديري في العمل فرض الدوام بشكل يومي دون أعذار أو رأفة بحالي، لم أكن أعلم ماذا أفعل، فالمكوث في حلب يتطلب مني أن أستأجر بيتا ومصاريف أخرى ليست في الحسبان، ولتتضاعف معاناتي رفضت عائلتي أن ترافقني لمناطق النظام الأمر الذي أثقل كاهلي وفرض علي قيودا جديدة”.
وتضيف:” استأجرت غرفة عند سيدة في أحد أحياء حلب بتكلفة 8 آلاف وهو مبلغ زهيد مقارنة مع أسعار الإيجارات المرتفعة، لكنني لم أستطع فراق عائلتي وترتب عليّ ديون كثيرة، وبعد أن اسودّت الدنيا في وجهي قررت ترك وظيفتي والعودة لمدينتي علي أجد عملا آخر أحقق فيه طموحي وأستغل خبرتي التي تعبت في تحصيلها طيلة سنوات الدراسة والعمل”.
لم تكن تعلم ربا أن حياة الحرب ستقضي على طموحاتها وأحلامها التي خططت لها طويلا وسعت من خلال دراستها لتخطو أول خطوة في سبيل تحقيقها، وما لاقته في مدينة ادلب كان إجابة صادمة لقرارها، فالمدينة تفتقر للتنظيم ولفرص العمل نظرا لحداثة تحريرها ولقلة الداعمين من المنظمات المعنية بتشغيل الكوادر العلمية والتيث يقتصر عملها على المجال الإغاثي والمحاسبة .
“سبع سنوات قضيتها في الدراسة، هل يعقل أن أرمي تعبي وأمكث في البيت منتظرة فرصة قد لا تأتي لأحقق جزءا من طموحاتي، أم أننا بتنا نعيش في بلد مات فيه الطموح والأمل مع صرخات البنادق والركام؟”.
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist