يرى سوريون معارضون للنظام السوري، أن حوادث الاغتيالات التي طالت ضباطاً كباراً في الجيش والأجهزة الأمنية تندرج في إطار تصفية حسابات بين تيارين أحدهما موالٍ لإيران والآخر لروسيا في سياق الصراع بين الدولتين على النفوذ والموارد في سوريا.
ويعتقد الكاتب السوري والناشط الإعلامي في الثورة السورية قتيبة ياسين أن «الاغتيالات التي تكررت في الفترة الأخيرة والتي استهدفت كبار ضباط النظام في دمشق هي بسبب خلافات داخلية بالدرجة الأولى، وخلافات بالولاءات ضمن منظومة الحكم بين تيارين، أحدمها موالٍ لإيران والآخر موالٍ لروسيا».
وتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع المقبلة «اتساعاً في الشرخ داخل صفوف النظام بين الأطراف الحليفة لإيران والأطراف الأخرى الحليفة لسوريا مع ازياد حالات الاغتيالات مستقبلاً».
وقال إن «تصفية الحسابات الروسية – الإيرانية في سوريا بدت واضحة خلال السنوات الأخيرة مع محاولة كل منهما زيادة نفوذه في المؤسستين الأمنية والعسكرية على حساب الطرف الآخر». وقال إن هناك احتمالات لتصفية حسابات روسية إيرانية. وأوضح ان روسيا «اجتذبت إلى صفها بعض الحلفاء مثل العميد سهيل النمر، وهو شخصية لها نفوذ واسع ولديه قوات خاصة تتبع للقوات الروسية في سوريا وتتلقى الأوامر من هذه القوات في أي خطوة تخطوها سواء صغيرة أو كبيرة»، على حد قوله.
ووصف «ياسين» شخصية سهيل النمر بأنه «الذراع الأيمن لروسيا في دمشق». حيث تتخوف روسيا من «محاولات لتصفية سهيل النمر على يد قوات النظام أو القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مع اتساع مساحة الاغتيالات التي لا تزال تبدو غامضة ولم يتحدث عنها النظام».
وكشف عن تحالفات أوسع للقوات التي يقودها سهيل النمر مع قوات أخرى متحالفة مع روسيا مثل القوة التابعة لأحمد الجربا وقوات العبدو، في حين تتحالف مع إيران ميليشيات شيعية إيرانية وعراقية ولبنانية وباكستانية وافغانية».
وختم ياسين بأن روسيا تحاول من خلال تبني قوات النمر والقوات الأخرى أن تخلق معادلة توازن قوى على الأرض مع إيران وحلفائها في محاولة منها لتجريد إيران من نفوذها بالكامل، وهو ليس مستبعداً إذا نظرنا إلى حقيقة العداء المضمر بينهما والذي كشف عنه حسن نصر الله في عدد من خطاباته بما يفهم منها وجود مثل هذا العداء».
أما الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي «أبو الهدى الحمصي»، فيرى ان «عمليات الاغتيال التي حصلت تندرج ضمن منهج أو سياسة التخلص من كل شخصية لها تاريخها بالإجرام والقتل والتعذيب لأن النظام السوري الان بدأ يشعر بعبء وجودهم ووجوب تصفيتهم، وهؤلاء كثر وكان استخدمهم كأدوات لقتل الثوار والمدنيـين أو تـعذيبهم».
وكشف عن ان «من يقف خلف هذه الاغتيالات هو النظام السوري بكل تأكيد، لكن ربما هناك جهة أخرى على سبيل المثال إيران او روسيا».
وهو يرى ان النظام السوري سواء كان مسؤولاً عن الاغتيالات التي حصلت أو لم يكن، لن يتأثر مستقبله وسيبقى عبئاً على الجميع وفي نهاية المطاف فإن سقوطه حتمي مهما حصل».
وتحدث لـ «القدس العربي» ياسر الرحيل المهتم بالشأن السوري، وقال إن السبب الرئيسي لحملة الاغتيالات هذه، أن النظام السوري منذ الأب وبعده الابن يحاول أن يخفي الجريمة بالقضاء على أداة الجريمة التي قد تكشف عن الآمر الأول ورأس الهرم في كل جريمة، لذلك شهدنا بالفترة الماضية تزايد الاغتيالات لقيادات ورتب عالية في النظام بكل تأكيد لها اليد العليا بجرائم حرب. وقال الرحيل ان النظام حتى عبر وسائل الإعلام الرسمية التابعة له «لا يقوم بنشر أخبار تتعلق بالاغتيالات في محاولة منه لإخفاء أفعاله عبر القنوات الخاضعة له». ويعتقد المهتم بالشأن السوري ان روسيا تقف وراء الأوامر وهي من أعدت قوائم الضباط للنظام من أجل تصفيتهم».
وقال «يجب الإشارة أيضاً إلى الدور الإيراني وصراع المصالح مع روسيا في سوريا، بعد قانون «قيصر» والتصريحات من الاتحاد الأوروبي وأمريكا بان إعادة الإعمار لها شرطين اساسين إخراج إيران وانتقال سياسي لذلك من الطبيعي أيضاً أن تقوم روسيا بإدراج ضباط مرتبطين بإيران ضمن قائمة الاغتيالات.
نقلا عن القدس العربي