غزت تساؤلات كثيرة مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود مباحثات تركية روسية إيرانية بمعزل عن النظام حول إخراج أهالي بلدتي نبل والزهراء التابعتين لمحافظة حلب وذلك على غرار إجلاء بلدتي كفريا والفوعة شمال إدلب منذ أيام .
لكن ما هي مقومات نجاح تلك المباحثات التي نقلتها صحيفة يني شفق التركية وخاصة أن وضع البلدتين يجعل فرص إجلائها ضئيلة مقارنة بالفوعة وكفريا فهما ليستا محاصرتان بل طريق امدادهما وامتداد أراضيهما يتصل بمناطق سيطرة النظام غرب وشمال حلب, لكن تلك المباحثات إن كانت حقيقية فالأمر مرتبط بانسحاب النظام والميليشيات الإيرانية من حلب المدينة أيضاً فلا مجال لتساؤل الناشطين, فخروج البلدتين يعني أن النظام دارت عليه الدائرة وبدأ يخلي مناطق سيطرته بعد أن كان الدور على ثوار الغوطة ودرعا وحمص فهناك مباحثات عن انسحاب النظام من حلب حيث تكون حلب وإدلب وأجزاء من حماة تحت الوصاية التركية وأمريكا شرق الفرات وبريطانيا في الجنوب وروسيا في الوسط والساحل لكنها تبقى مباحثات تحتمل النجاح وعدمه .
سؤال آخر طرحه الناشطون عن مصير أهالي البلدتين, فقد أثار هذا الموضوع غضب الموالين للنظام فأحد إعلاميي قناة الميادين استهجن تصرف النظام بتفرقة أهالي الفوعة وكفريا بين حلب واللاذقية وبعضهم اتجه إلى دمشق فالجواب يكمن بأن النظام سيقوم بتكرار العمل نفسه وسيوزع أهالي نبل والزهراء إلى أماكن متفرقة لأنه هجر الثوار وعائلاتهم من مناطق متفرقة أيضاً .
موقف المعارضة في هذه المسألة يبدو أقوى مما كان عليه منذ أشهر, فمباحثات تركيا المبهمة مع الروس بدأت نتائجها تطفو على السطح وربما الجبل هذه المرة لن يتمخض عن فأرة, بل ربما سيتمخض عن انسحاب للنظام وقواته ومواليه إلى جنوب مدينة حلب .
يتساءل آخرون, هل النظام يوافق على الانسحاب من حلب ولماذا …. الجواب يأتي بكلمة نعم واثقة بنفسها مشروطة بموافقة روسيا, فلا مجال لمن هو محكوم جواً وبراً وبحراً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً ومصير وجوده بيد الروس أن يقول لا والروس يقولون لتركيا نعم …. فالانسحاب لا يكلف لدى النظام شيئاً, فأهالي الفوعة استعرضوا تضحياتهم في سبيل النظام على مدى سنوات من الحرب والحصار لكن النظام على لسان مواليه لم يكترث لها البتة .
سؤال آخر بشأن الفصائل في الشمال, هل ستبقى على حالها أم هناك تغيير جزئي وكلي … الجواب نعم سيحدث تغيير في الأيام القادمة فصحيفة الشرق الأوسط نشرت عن مصادر لها أن الحكومة التركية ستصهر تحرير الشام والفصائل الأخرى في بوتقة واحدة وتنزع سلاحها وتشكيل جيش وطني تحت قيادة موحدة بإشراف تركي .
تبقى تلك محض مباحثات, ولا ترتقي لأن تكون قرارات حاسمة, لكنها قاب قوسين أو أدنى من تحققها, خاصة بعد ترجمة مباحثات تركيا وروسيا بشأن كفريا والفوعة, وتثبيت نقاط المراقبة بمحيط إدلب على الواقع .
المركز الصحفي السوري