( د ب أ) – أكد السياسي و الفنان السوري المعارض جمال سليمان أن المعارضة تذهب الى المفاوضات مع النظام في نهاية الشهر الجاري وهي متمسكة بجنيف واحد كأساس لحل سياسي يفضي الى عملية انتقالية ، مهما مورست عليها ضغوط دولية او اقليمية .
وكشف سليمان وهو نجم شهير في العالم العربي في العاصمة المصرية القاهرة الاحد عن أن كل من الدوحة و انقرة اعترضتا على مشاركة مجموعة اعلان القاهرة في اجتماعات الهيئة العليا قبيل تشكلها في الشهر الاخير من عام 2015 علما ان الهيئة تضم 170 شخصية وطنية و40 تجمعا سياسيا و تيارا من مختلف الاطياف السورية .
و يقول سليمان ” نود التذكير أن مخرجات اعلان القاهرة سبقت اوراق فيينا واحد و فيينا اثنين و تمت الاشارة الى بعضها في قرار مجلس الامن الاخير رقم 2254 ” .
و أشار سليمان الذي يرجح أن يكون احد اعضاء الوفد المفاوض في مواجهة وفد النظام إلى أن “المفاوضات تبنى على أرضية وطنية و نحن نفاوض النظام لاسترجاع وطن مسروق و ليس سلطة كما يفعل النظام ، مطلب الشعب السوري هو الوطن القابل للحياة لكل السوريين تحت سيادة القانون ” .
وأشار سليمان إلى ما قاله له بشار الاسد حرفيا في أخر لقاء بينهم في عام 2011 من أن ” اسرائيل لا تريد اسقاط النظام وان أي تدخل عسكري على شاكلة التدخل الليبي لن يحصل في سورية لذلك نحن سنحارب كل من يقف ضدنا “.
و قال سليمان ” من يومها قلت ان المشروعية في نظام الحكم لا تقوم بالوراثة بل بإصلاح حقيقي و تداول قانوني للسلطة و انتخابات ديمقراطية .. “
ويعتبر جمال سليمان الذي تقلب بين عدة تجمعات سياسية سورية منذ سنوات الى اليوم من الشخصيات المدنية الوسطية التي تؤمن ” بحل سياسي ” .
و في رده على سؤال حول توقعاته من المفاوضات قال سليمان ” اعتقد ان المعطيات تشير الى ان وفد النظام سيتبع نفس الاساليب السابقة في المفاوضات بالتركيز على أولوية مكافحة الارهاب و إضاعة الوقت و المراوغة و تفريغ القضايا من محتواها ، مع بعض التعديلات ربما ، وهذا كان واضحا في خطابه السياسي بعد محادثات مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، مع النظام في دمشق امس السبت ، لذلك اقول إن المهم لوفد المعارضة ان يتصرف بصبر و شجاعة و تماسك أمام وفد النظام الذي يفاوض على سلطة و نحن نفاوض لاستعادة وطن مسروق ، و هنا اذكر مسبقا وفد النظام أن سورية لن تعود الى ما قبل 15 اذار /مارس 2011 ” .
و عن رؤيته لأجهزة الأمن والجيش في النظام فيما اذا حصل التغيير في المرحلة المقبلة اجاب ” اعتقد أن الحل هو تحويل الجيش من جيش عقائدي الى جيش وطني و اعادة منهجة أجهزة الامن بما يتوائم مع احتياجات المجتمع و الدولة الحديثة ” .
وعن التنظيمات الاسلامية يقول المعارض السوري “على التنظيمات الاسلامية المعتدلة ان تختار اللعبة السياسية ، اما التنظيمات الاسلامية وغير الاسلامية المتطرفة لن يكون لها مكان في مستقبل سورية ، الشعب السوري في معظمه يريد الحياة المدنية الوسطية وفق دستور جديد و مثال ذلك الجهات التي وقعت على المباديء الرئيسية في وثيقة مؤتمر الرياض الذي انتج الهيئة العليا و هنا اريد أن اضرب مثالا حين قال احد الاسلاميين انه يريد دولة اسلامية كي يوقع ، فكان الجواب من المعارضة وبدعم المسؤولين السعوديين ، اذا كنت تريد دولة اسلامية يمكن لك العيش في السعودية فهي اسلامية ، اما سورية فهي دولة مدنية و بلد وشعب مدني ، كان هذا موقفنا جميعا “.
وعن تصوره لكيفية المرحلة المقبلة إن كان التغيير قريبا أو بعيدا قال ” على الجميع ان يتذكر ان الانتصار يجب ان يكون لصالح سورية و السوريين قبل ان يكون للموالات أو المعارضة ، المهم انقاذ سورية موحدة ذات سيادة و قانون مدني يكون مظلة لكل السوريين لذلك اقول لجمهور المواليين انحازوا الى سورية و ليس الى نظام و كذلك اقول لجمهور المعارضة ، الحل هو سورية و ليس احزاب او تيارات او مجموعات ، ذلك كله يجب ان يكون تحت سقف سورية مدنية و سيادة القانون و الحريات العامة “.
وعن كيفية التداخل في عمله بين الفن و السياسة ؟ اجاب ” الفن ايضا يحمل قيم سياسية في بعض موضوعاته مثلا مسلسل الفصول الاربعة السياسة مادته العميقة و الفن حمل هذه الافكار و القيم الى الجمهور “.
ويقيم السياسي المعارض الفنان جمال سليمان منذ سنوات مع عائلته في القاهرة و يحلم ان يعود الى سورية ” جديدة تتسع لكل السوريين ، لان فكرة البقاء خارج سورية غاية في الصعوبة “.
وعن تجربته السياسية في السنوات الاخيرة يقول ” كنت اعتقد ان سورية بلد مهم جدا للعالم لكن لم أكن أعلم ان له هذه الاهمية القصوى لدى كل العالم حتى يحصل كل هذا الصراع وعلى هذا المستوى الكبير ، الشعب السوري ظلم داخليا و خارجيا و لكن هذا المخاض العسير سينتهي و نصل الى نهاية الحل السياسي عبر المفاوضات المرتقبة ” .