لو استمالت المعارضة السورية أتباع المذهب الحيدري داخل الطائفة العلوية الحاكمة لتمكنت من إسقاط النظام خلال سنة واحدة” هذا ما قاله معارض علوي معروف منتقدا سوء أداء مؤسسات المعارضة.
وأكد للجزيرة نت أن هناك خلافات مستحكمة بين المذاهب داخل الطائفة العلوية، مشيرا إلى أن أتباع المذهب الكلازي الذي ينتمي له الرئيس بشار الأسد يضطهدون أتباع المذهب الحيدري ويحرمونهم من الميزات التي حصروها بأنفسهم.
كلازية وحيدرية
تنقسم الطائفة العلوية إلى مذهبين رئيسيين هما الكلازي والحيدري، يتوزع أتباع الكلازي جغرافيا في مناطق جبلة والقرداحة وطرطوس وبعض قرى ريفي حمص وحماة، ويشكلون نسبة 60% من عموم الطائفة.
وأما الحيدريون فيتوزعون على القرى العلوية بمنطقة الحفة وصولا لناحية صلنفة شرق اللاذقية، وتعتبر القرى العلوية شمال اللاذقية مثل بسنادا ودمسرخو والبهلولية والقرى المحيطة بمنطقة كسب حيدرية في غالبيتها.
خلافات كبيرة بين المذهبين لا تعرف حقيقتها بدقة، واختلف الباحثون في تحديدها، وأحد أوجه الخلاف الرئيسية يتمثل في مقر إقامة الإمام علي بن أبي طالب.
وتجلى الخلاف بين المذهبين في ممارسات قمعية واضطهاد كبير يقول الحيدريون إن الكلازيين مارسوه بحقهم، حيث تولى أتباع المذهب الكلازي تاريخيا المناصب العليا بسوريا، بينما بقي الحيدريون بالمقام الثاني ويمنع عليهم تولي المناصب القيادية المدنية والعسكرية.
“تجلى الخلاف بين المذهبين بممارسات قمعية واضطهاد كبير يقول الحيدريون إن الكلازيين مارسوه بحقهم، حيث تولى أتباعهم تاريخيا المناصب العليا بينما بقي الحيدريون بالمقام الثاني ويمنع عليهم تولي المناصب القيادية المدنية والعسكرية”
اضطهاد
المحامي سليمان حسون (من أتباع المذهب الحيدري) قال للجزيرة نت “إن الحيدريين ممنوعون بأمر من حافظ الأسد سابقا وابنه بشار لاحقا، من الترقية للمناصب القيادية لاسيما في الجيش السوري وأجهزة الأمن، ويحظر عليهم تشكيل تجمعات سياسية أو دينية خاصة بهم”.
ويشير حسون إلى أن الوضع تغير قليلا مع انطلاق الثورة السورية، حيث تم ترفيع بعض الضباط الحيدريين إلى رتب عليا، منوها بتسمية رئيس أركان الجيش من أتباع المذهب، وأرجع ذلك إلى رغبة النظام باستمالتهم إلى صفوفه في قتال المعارضة.
وتابع “لم نكن نريد المشاركة في قتل السوريين، لكن بشار استمال ضعاف النفوس فينا، أغراهم بالمال وبعض المناصب وسمح لهم بنهب المنازل، ووضعهم في الخطوط الأولى، وترك الكلازيين في الخطوط الخلفية، مات من شبابنا أضعاف ما مات منهم”.
عمالة
وأشار أبو يعرب (علوي حيدري من قرية دمسرخو) إلى أن لأتباع المذهب الكلازي تاريخ أسود في سوريا حيث إنهم كانوا يعارضون الاستقلال، مشيرا بذلك إلى وثيقة نشرتها الخارجية الفرنسية مؤخرا، طالبت فيها قيادات علوية (أغلبها كلازية ومنها جد بشار الأسد) فرنسا بعدم مغادرة سوريا أو إقامة دولة علوية لهم في الساحل السوري إن غادرت.
وأكد أن حافظ الأسد بادر إلى استئصال القيادات الحيدرية من الجيش السوري عند استلامه الحكم، ولم يتوان عن إبعاد شقيقه رفعت خارج البلاد، عندما بادر لتشكيل سرايا الدفاع من أتباع المذهب الحيدري.
ولكن رياض (معلم معارض من المذهب الكلازي) قال إن نظام بشار الأسد ومن قبله والده مارسا ظلما عاما، شمل كل السوريين على حد سواء، ورفض الخوض في حقيقة الخلاف بين أتباع المذهبين.
يُذكر أن احتجاجات علنية ضد النظام، بدرت مؤخرا من أتباع المذهب الحيدري في قرى بسنادا ودمسرخو، بالتزامن مع وصول عشرات الجثث من قتلاهم بالمواجهات مع فصائل المعارضة، أخمدها أتباع المذهب الكلازي من عناصر الأمن والجيش بالنار وقتلوا سبعة أشخاص.
المصدر: الجزيرة