قبل عام انضمت سوريا لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، غير أن تقارير صحافية ومخابراتية لازالت تتحدث عن استخدام ممنهج لغاز الكلور شمال البلاد؟ فهل تخلى نظام الأسد فعلا وكليا عن ترسانته الكيميائية؟
في مثل هذا اليوم (14 أكتوبر/ تشرين الثاني) من العام الماضي انضمت دمشق لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية في خطوة لإظهار حسن نواياها بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع الدموي الذي تشهده سوريا منذ مارس/آذار عام 2011. يأتي ذلك بعدما أصيب المجتمع الدولي بهلع كبيرعندما تداولت وسائل الإعلام العالمية خبر استخدام غاز السارين في آب/ أغسطس عام 2013 خلال هجوم على بلدة الغوطة أودى بحياة 1400 شخص. وفي إطار اتفاق روسي- أمريكي وافق نظام الأسد على تدمير ترسانته من الأسلحة الكيميائية لتجنب ضربة عسكرية، كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد هدد بها في حال إن تجاوزت دمشق “الخط الأحمر” من خلال استخدام أسلحة محظورة.
“كميات كبيرة من غاز السارين
غير أنه منذ ذلك الحين لم تتوقف التقارير التوالية للحديث عن استخدام أسلحة كيمائية داخل سوريا، آخرها ما أعلنته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في العاشر من أيلول/سبتمبر الماضي. وأثبتت بعثة تقصي الحقائق التابعة لها “بتأكيد كبير” أن مادة الكلور اُستخدمت “بشكل منهجي ومتكرر” كسلاح في قرى شمال سوريا في وقت سابق من العام الحالي. كما نقلت صحيفة ذي جيروزاليم بوست في عددها الصادر الاثنين 13 أكتوبر/تشرين الأول عن مسؤولين إسرائيليين أن النظام السوري لا يزال يحوز على أسلحة كيميائية. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تكشف عن هويته قوله: ” أنه لا يزال لدى سوريا مقدرة متبقية يمكن استخدامها تحت ظروف معينة وقد تكون خطيرة جدا.” ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل خدع نظام الأسد المجتمع الدولي ولم يتخل كليا عن ترسانته الكيميائية؟
بينته شيلر، مديرة مكتب بيروت لمؤسسة هاينرش بول الألمانية وصاحبة كتاب “الحكمة من لعبة الانتظار السورية” (The Wisdom of Syria’s Waiting Game) تقول في هذا الإطار: “لقد كانت لي شكوك منذ البداية (في مصداقية نظام الأسد)، ذلك أن هناك فقط بعض الدلائل التي تشير إلى أن النظام قد تعاون فعلا مع المجتمع الدولي لتدمير ترسانته الكميائية. كان دائما يترك لنفسه بابا خ