وأخيرا شمر العم سام متمثلا بترامب بطلا لهذه الحقبة، وبدأ يتخذ إجراءات لإنهاء الصراع الدموي في سوريا، ولكن برؤى تخدم مصالح الغرب أولا كالعادة، فالخطة التي تمخضت من ذاك الرأس الضخم تبدو واقعية، ولكن هل ستنفذ حقا؟.
العم ترامب اقترح خطوات أولها فرض قوات من طبيعة كل منطقة لتحميها، فالمناطق ذات الأغلبية السنية يحميها قوات سنية والمناطق الكردية يحميها قوات كردية و يساعدها تغطية جوية لطائرات عربية وأمريكية بالتنسيق مع القوى الجوية السورية منعا للاصطدام المباشر.
فالعم ترامب بخطوته التالية بعد إجبار الأسد على التنحي يبغي الحفاظ على قوات نظامه لكي يخفض التكلفة العسكرية على مستوى الأفراد ولا يكرر أخطاء العراق وخسارته الفادحة للأمريكان.
وبعد أن ينتهي الأمر يتفرغ بمساعدة القوى مجتمعة “سنة كرد وبقايا جيش الأسد” لمحاربة تنظيم الدولة بآخر معاقله مدينة الرقة عاصمة الخلافة، وتتخلل هذه المرحلة انتخابات بإشراف أممي يمنع فيها الأسد من المشاركة، طبعا يبقى للأسد هنا الاختيار لبلد المنفى الإرادي ايران روسيا وربما كوريا الشمالية، على عكس ماهو متداول ومعروف.
والجدير بالذكر لم يتطرق العم ترامب مطلقا لفكرة محاسبة من لقب “بجزار سوريا الكيماوي” وملك البراميل وصواريخ السكود وكأن شيئا لم يكن خلال هذه السنوات الست الماضية، ولم يقتل خلالها أحدا لا شيخا أو حتى امرأة أو طفل، ولم يرتكب فيها مجازر بحق آلاف المدنيين العزل، ولم يهجر أيضا أهالي المدن التي أطبق حصاره عليها رغما عنهم إلى مناطق الشمال السوري، وإن قبلناها على مضض وشكرنا السيد ترامب لمبادرته الخلاقة لإنهاء شلال الدماء.
ولكن للإنصاف ترامب العزيز أكد مشاركة القادة المنشقين عن جيش نظام الأسد، وسيكون لهم دور في حكم سوريا مستقبلا حيث سيتم استخدامهم كقادة لجيش سوريا المستقبلي مما يعني انتهاء فترة النقاهة في الفنادق التركية ليعودوا لحضن الوطن مع رفاق السلاح ويحررونا من صنيعة مخابرات أمريكا وتنظيم الدولة.
فتبا للبشرية التي احتاجت ست سنوات لتقرر أن تساعدنا، وتبا للأمم المتحدة التي غضت الطرف مرارا بل وشاركت بتشويه الحقائق، وتبا لأمريكا التي استمتعت بلون دمائنا وأشلائنا لسنوات لتقول أخيرا كفى يا سيادة الرئيس بشار.
المركز الصحفي السوري_سماح الخالد