لغارات الروسية تستهدف المشافي والمراكز في حلب.. فصل جديد من المواجع

 
كوارث إنسانية تزداد مع تفاقم الأوضاع في حلب، ليجد الأهالي فيها أنفسهم بين طرفي “الكماشة” الحصار والألم والتشتيت بين الأسر الواحدة وبين انعدام يد العون والمساعدة.. من خلال استهداف الطيران الروسي الذي يسعى بطيرانه الغادر لضرب المرافق الحيوية والخدمية لإلحاق أكبر ضرر بالمدنيين العزل ممن لا حول لهم ولا قوة، أغلبهم نساء وأطفال قابعين في أماكن محررة خرجت من أيدي نظام بات همه الأول إعادة تلك الأراضي لسيطرته حتى لو قتل آخر مدني فيها.

بتصعيد الطيران المستهدف للمشافي في حلب منذ مطلع العام الحالي، أدى إلى تضررها جزئياً أو كليا وبتكرار القصف خرجت أغلبيتها عن الخدمة رغم أنها كانت تخدم أكثر من 200 ألف مدني موزعين على أكثر من 30 حيّا من أصل 400 ألف نسمة يعيشون في 63 حيّا تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب كما أكد لنا أحد الناشطين في المدينة لدى تواجدنا من أماكن الضرر.
مع استهداف المشافي زاد خوف الأهالي من استمرار حياة مريرة لا تختلف عن حياة أهالي المناطق المحاصرة أمثال أهالي الغوطة.
حيث استهدف مشافي ميدانية ومراكز طبية خرجت عن الخدمة نهائياً وهي مشفى الحكيم (الأطفال التخصصي) مشفى الزهراء (النسائي) مشفى البيان (الجراحي) ومشفى الدقاق ومشفى الأتارب بالإضافة إلى مركز بنك الدم.
“أبو بلال” من سكان أحياء حلب المحاصرة حدثنا عن حزنه الشديد جراء استهداف مشفى الأطفال الوحيد وحرمان ابنه المولود حديثاً من الحاضنة التي كان بأمسّ الحاجة إليها ليغدو (طيراً في الجنة) قائلاً “وقلبي عليك يا ولدي لم تبصر عيناك النور سوى لحظات.. لتعود للظلمة من جديد لكن تحت حبات تراب جبلت بدماء الأبرياء، لتكون معهم شاهداً على ظلم يطال مدينتي وصمت رهيب، ممن تغاضى عن القوانين الدولية التي تنص على أن مثل هذه الأعمال جرائم حرب لا بد من المحاسبة عليها.. آه ومن سيحاسب الشركاء بالقتل؟ّ!”.
أبو بلال ليس الوحيد ممن عانى.. مثله آباء كثريون حرمت أبناؤهم من استكمال علاجهم بالمشفى، ولم يكن الأوفر حظاً.

ومع استمرار سيناريو استهداف المشافي خرجت بالأمس الإثنين 14 تشرين الثاني مشفى الأتارب في ريف إدلب الغربي عن الخدمة بشكل مباشر، عشرات الأشخاص جرحوا وبعض الحلات وصفت بالحرجة ومن بينهم (ممرضون ومسعفون).

والجدير بالذكر أن ذلك المشفى تعرض لكثير من الغارات الجوية بالصواريخ الفراغية إلا أن الأخيرة كانت الأكثر شراسة كما أخبرنا أحد المدنيين ويدعى “وسام”.
مع ذلك الوصف الإنساني الصعب التي تشهده المناطق المحررة وتدهور الوضع الطبي وإخراج أكثر من 80% من المستشفيات إلا أن الصبر يلازم قلوب المدنيين، أمثال أبو بلال الذي يعود لمتابعة حديثه قائلاً “مهما كانت جولات ظلمهم صائبة ستأتي جولة الحق التي سننتصر فيها وتسقط أحلامهم الوردية في حلب كما تسقط أوراق الأشجار الخريفية”.

المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist