أليس حق العيش والسكن من إحدى حقوقه؟!!
تتناثر القذائف حولنا من كل الجهات كزخات المطر تارة بعيدة وتارة قريبة، نشرت الرعب في قلوب الجميع حتى الجو الذي كان هادئاً أخذ يميل إلى الضباب من تتالي القذائف وكأنه أراد أن يشهد معنا ذاك الرعب الذي جعل قلوبنا ترتجف.
جلسنا كلنا والصمت اجتاح الغرفة، زوايا الغرفة، كالسجين تنتظر حكم الحطام ونحن منتظرين مصيرنا المجهول هل القذيفة التالية ستخترق منزلنا لتحولنا إلى أشلاء تحت الحطام؟!
أم سننجوا !!
هذه الأسئلة كانت تدور في ذهن كل فرد من العائلة وخاصة، ” سنام ” (اسم مستعار) ذات عمر السابع عشر، كانت تجلس في زاوية الغرفة لتنصت إلى تلك الأصوات وتحاول سماع صوت القذيفة، كلما ارتفع الصوت اغمضت عينيها ولا تعلم هل ستفتحهم أم لا، كان المنزل أشبه بمكان مهجور كما يظهر في أفلام الرعب وهذه الأصوات التي تبث الخوف كانت تتعالى و كانت تلون السماء المظلمة بلون نيران القذائف.
أخذت تنظر إلى كل فرد من العائلة وكأنها تودعهم، أخيها الصغير الذي لم يبلغ من العمر سوى سنة لطالما اعتبرته كابنها الصغير المدلل يبكي من شدة الصوت، سنام ما بك ؟!!
لا شيء يا أمي لا شيء
تكلمي يا سنام أنا أمك
أمي..أمي …ما بالهم كيف يرمون القذائف أليس لهم عائلة كيف يرتاح قلبه بعد رمي كل هذه المتفجرات، كيف له أن يقتل طفلا بريئا أو شابا يافعا و من ثم يذهب ليرتاح كيف يسكت ضميره وينام مطمئنا؟! كيف و نحن ننتظر هنا مصيرنا؟
لا عليك يابنتي لا تخافي إن الله لن يضيع مثقال ذرة،
أمي..أمي بأي ذنب نقتل؟!
لا تبكي يا صغيرتي ..
فجأة سقط صاروخ بقرب منزلهم، كان الصوت مدويا حتى جمد الدم في عروقنا، قطع البلور تتناثر في جميع أرجاء الغرفة والظلام عمّ المكان، رائحة الدخان كادت تخنقنا حتى أبي الذي عرف بقوته لم يعرف ما يتصرف.
أبي أبي ماذا نفعل؟!
لا تخافوا هيا بسرعة جهزوا أنفسكم، أخذ إخوتي الصغار لأنهم لم يتحملوا رائحة البارود، و بقينا نحن، أتى عمي بسرعة وأخذنا.
نقلنا إلى منزل جدي الذي يقع بالقرب منا بسرعة كبيرة، لم يكن هناك وقت للتفكير، كان يوجد حل واحد وهو الهجرة من هذا المكان المخيف، المكان الذي كان يسمى موطننا ومنزلنا أصبح خطر علينا البقاء به.
كيف ؟!!
كيف يسلب حقنا وينشر الرعب في موطننا ونصمت؟!!
بأي ذنب نقتل؟
بأي مسمى نخسر حقوقنا واحدا تلو الآخر؟!! .. البأس ليس في مدينة واحدة بل في موطن بأكمله، الدمار والحطام والدماء بات في كل شارع من شوارعه.
بقلم ؛ شيماء قادرو
المركز الصحفي السوري