أثار القصف الروسي لمحطة “زابوريجيا النووية” الأوكرانية المخاوف من تجدد مأساة تشرنوبيل والتي أسفرت حينها عن عشرات الضحايا وإصابة مئات الآلاف وتأتي المخاوف من كون محطة زابوريجيا أكبر محطة نووية في أوربا وتأثيرها المدمر سيغطي مساحة واسعة.
خطورة الحوادث النووية تكمن في أنها تطلق كميات كبيرة من الإشعاعات التي تدخل جسم الإنسان عبر التنفس أو البشرة وتصيبه بعدة أنواع من السرطانات والاضطرابات النفسية وغيرها من الأمراض الخطيرة وإذا تعرض الجسم إلى كميات كبيرة من هذه الأشعة فقد يموت خلال ساعات أو أيام.
لم يخلو التاريخ من حوادث كان سببها المفاعلات النووية فمنذ إنشاء أول المفاعلات النووية عام 1954 إلى الوقت الحالي شهد العالم أكثر من 100 حادثة نووية خطيرة أشدها حادثة تشرنوبيل عام 1986 وكارثة فوكوشيما عام 2011 والتي دفعت اليابان على إثرها إلى إغلاق 54 مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء كما أخلت 160 ألف شخص من مناطقهم علماً أن تنظيف الأثار النووية سيستغرق أكثر من 40 سنة إذ حدد الخبراء سمك طبقة التربة التي يتعين إزالتها لخفض الإشعاعات إلى النصف بحوالي 4 سنتيمترات على امتداد منطقة الاستبعاد التي يبلغ قطرها 20 كيلومتر.
لحوادث المفاعلات النووية أنواع بحسب السبب التي تنشأ منه فهناك “الحادث الحرج” عندما يقع تفاعل نووي بشكل عرضي غير متوقع في المادة الانشطارية وهناك ” حرارة التفاعل” عندما تتسبب الحرارة العالية بالضرر لأجزاء المفاعل كأن يفقد التبريد في قلب المفاعل النووي مما يؤدي الى انصهاره وقد تسبب زلزال فوكوشيما عام 2011 الى تعسر خفض حرارة المفاعل لتصل إلى درجات قصوى أدى لانصهار الوقود النووي وتشقق الأبنية وتسرب المواد المشعة من المحطة لتصل إلى الغلاف الجوي والمحيط.
من أنواع الحوادث أيضاً ما يسببه نقل المواد المشعة بظروف غير محكمة مما ينجم عنه التلوث الإشعاعي الى جانب عطل المعدات حيث يُعد تعطل برمجية التحكم من الأسباب المرتبطة بهذه الحوادث وأخيراً “الخطأ البشري” الذي تُعزى إليه العديد من الحوادث النووية الكبرى مثل الأخطاء المرتكبة أثناء عمليات الصيانة والتجريب.
لكن كيف يمكن الحماية من الإشعاع في حال تعرض مفاعل الى إحدى تلك الحوادث؟
ينصح خبراء الطاقة النووية في هذه الحالة بإخلاء المنطقة التي تعرضت للإشعاع وتوزيع أقراص اليود على السكان الذين يعيشون بالقرب من مواقع المفاعلات النووية وأفضل طرق الحماية من الإشعاع هو التعامل مع الكارثة بأسلوب “الوقت والمسافة ومكان الحماية ” من خلال تقليل وقت التعرض للإشعاع والابتعاد قدر الإمكان عن المنطقة المنكوبة وتوفير مكان حماية من الخرسانة والحواجز المصنوعة من الرصاص أو الماء حيث ينصح بحالات الطوارئ الإشعاعية بالاحتماء في منتصف المباني بعيداً عن النوافذ وفي الطوابق السفلى أو الأقبية كما أن مسح الجسم بقطعة قماش مبللة بالماء يسهم في التخلص من بعض الآثار كما ينصح أيضا بشرب المياه المعبأة في زجاجات وتناول الأطعمة المعلبة.
تقرير خبري / محمد مهنا
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
المصادر : ويكيبيديا – الجزيرة – التلفزيون الألماني- سكاي نيوز