عندما بدأت الصراعات في سوريا، كانت «فيفا» تعمل في تربية الحيوانات وكانت تعيش حياة بسيطة مع عائلتها في سوريا.
كانت ترعى الأغنام والأبقار ومن منتجات الألبان تستهلك أسرتها وتبيع. اضطروا فجأة وبسبب الحرب إلى ترك كل شيء خلفهم واستقروا في غازي عنتاب.
تقول «فيفا» إنه على الرغم من عدم قدرتها على مواصلة تربية الحيوانات كفرد نازح لسنوات عديدة، إلا أنها لم تتخلَّ أبدًا عن حلم العودة إلى هذا العمل يومًا ما. وتذكر أن تربية الحيوانات هي هواية تستمتع بها وهي هوايتها الأكبر التي تمكنها من إعالة أسرتها.
قائلة إنه بعد الصعوبات التي واجهتها، دفعها شغفها وإصرارها على تربية الحيوانات إلى البحث عن فرص جديدة، وتقول «فيفا» إنه عندما سمعت هي وزوجها رائد عن برنامج يقدم الدعم للمزارعين العاملين في تربية الحيوانات، قررا الاستفادة من هذه الفرصة. من هذه الفرصة.
تعاونت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) وبلدية غازي عنتاب شاهينبي لدعم 60 من أفراد تربية الحيوانات والمهاجرين والمجتمع المحلي لإعادة بناء أو توسيع أعمالهم بطريقة مستدامة. منطقة جنوب شرق تركيا، حيث تلعب الزراعة دورًا مهمًّا في الاقتصاد، تتأثر بشدة بالعواقب العالمية لتغير المناخ. ويعد انخفاض مساحات المراعي والموارد المائية من بين آثار تغير المناخ.
وبفضل هذا الدعم، اشترت «فيفا» قطيعًا مكونًا من 17 خروفًا وحضرت تدريبًا على تقنيات إدارة القطيع وتربية الحيوانات. تقول فيفا: “لقد تعلمنا كيفية الاعتناء بها جيدًا. والآن لدينا 41 خروفًا، و40 أنثى وكبشًا واحدًا”. وفي إطار البرنامج، حددت البلدية مناطق مناسبة لرعي الحيوانات لحماية الغطاء النباتي ومنع تدهور الأراضي.
تعرف «فيفا» التي عادت الآن إلى تربية الحيوانات، مدى أهمية تربية الحيوانات المستدامة والصديقة للبيئة. إذا لم يتم القيام به بشكل صحيح، يمكن أن يكون للرعي الجائر عواقب مباشرة على تدهور التربة، مما يؤثر على خصوبة التربة، ويضعف سبل العيش ويهدد الأمن الغذائي في نهاية المطاف. ومن خلال التدريب الذي تلقته، تعلمت «فيفا» أن مناطق الرعي الدورية يمكن أن تساعد في منع الرعي الجائر وأن استخدام روث الأغنام الغني بالمغذيات يمكن أن يزيد من خصوبة التربة.
“لاحظنا أن الأراضي التي ترعى فيها القطيع تصبح أكثر إنتاجية وأكثر خضرة بسبب فضلات الأغنام التي تعمل كسماد طبيعي. ومن خلال التنقل بين المراعي، نساعد أيضًا على نشر البذور وزيادة الخضرة في الحقول. وتقول فيفا:”نحن نحرص على عدم البقاء على نفس الأرض لفترة طويلة جدًّا لتجنب التأثير على الغطاء النباتي”.
ومن خلال عملهما الجاد وتصميمهما، تمكن فيفا ورايد من زيادة دخلهما وأمنهما الغذائي ورفاههما، بينما يساهمان أيضًا في الاستعادة البيئية للأراضي المحيطة بهما.
يقول فيفا: “لقد زاد إنتاجنا وتحسنت أوضاعنا المالية”.
تحلم فيفا بإنشاء مزرعتها الخاصة في المستقبل وتضيف؛ “نريد أن تكون لدينا أرضنا أو مزرعتنا الخاصة لأن معظم دخلنا يذهب للإيجار. وإذا كانت لدينا أرضنا أو مزرعتنا الخاصة، فيمكننا إنتاج المزيد.”
ومع إعادة التأكيد على أهمية يوم البيئة العالمي، تذكرنا قصة «فيفا» بأن المهاجرين يمكن أن يكونوا جزءًا من الحل. ومن خلال الدعم المناسب، يمكنهم أن يكونوا جزءًا من التغيير من خلال العمل مع المجتمع لمواجهة التحديات البيئية الكبيرة التي نواجهها اليوم.
أصبح برنامج الثروة الحيوانية التابع للمنظمة الدولية للهجرة ممكنًا بتمويل من مكتب الولايات المتحدة للسكان واللاجئين والهجرة.
بقلم محمد بوران، كبير أخصائي الاتصالات في المنظمة الدولية للهجرة في تركيا.
عن صحيفة IOM Türkiye ترجمة مركز الصحافة الاجتماعية بتصرف 11 حزيران (يونيو) 2024.