ماذا لو كنت مصابا وعاجزا ولديك أطفال صغار ينتظرون منك أن تقدم لهم الطعام والشراب، ربما سيكون القهر مضاعف والألم بطعم آخر، ” علاء الخالد ” 35 عاماً، أب لثلاثة أطفال، نازح من ريف الجسر إلى كفر يحمول في ريف إدلب الشمالي، يعيش في بيت قديم مهترئ أصلحه بالتعاون مع زوجته المبصره.
أصيب علاء بالعمى جراء انفجار لغم في وجهه، ويحتاج للمساعدة في العلاج، أخبره الأطباء أن علاجه مكلف وأن تأخيره سيجعل العمى دائماً، تكلمنا معه وقال ” الألم الحقيقي ليس العمى، بل هو العجز عن تأمين طعام لأطفالي، هذا ما يحزّ بقلبي ويجعلني أتمنى الموت في كل لحظة ” .
ولكن دائماً هناك أمل، زوجته هي المعيل الوحيد لهم منحها أهل القرية قطعة أرض على سبيل الاستثمار لزراعتها والعناية بها، مقابل الحصول على نصف مردودها، عندما سألنا علاء عن زوجته ” صفية ” قال ” الله أرسل لي زوجة رائعة تهتم بي وبأولادي الحمدلله، هي تعمل داخل و خارج البيت، ولولا جهدها لكنا بحال اسوأ بألف مرة ” .
هي تعمل بهذة الأرض من الصباح حتى المساء، وهو عمل لا يتحمله الرجال، فكيف بامرأة، تهتم بأشجار الزيتون وتعتني بها من سقاية وتسميد وتقليب للتربة .
” صفية ” .. مثال للمرأة العصامية المحتسبة، هي تضرب كل يوم أروع مثال في التضحية في سبيل أسرتها، ولكن رغم كل ذلك، هي لا تستطيع تأمين قوت يومها، ولا تستطيع تأمين مصاريف العملية الجراحية لزوجها الضرير، وهو ما يحز بنفسها، قالت ” كم أتمنى لو أستطيع تأمين مصاريف علاج زوجي والقيام بالعملية الجراحية التي ستعيد له بعض من بصره هو زوجي وأب أطفالي وأنا أحبه، وسأعمل كل ما أستطيع لأعيد له نظره .
هي قصة حب نابعة من قصة ألم ومعاناة في سجل السوريين، الحافل بالحزن والأسى، والذي لا يعلم إلا الله متى ينتهي .. .
بقلم : ضياء عسود