وقال الحريري، الأحد، لـ”عربي21” إن “المجلس المكون من تحالف عشائر سورية بدوية بصدد طرح خطة عمل اليومين المقبلين وتسليمها إلى الأردن لتدريب أكبر عدد ممكن من شباب العشائر السورية التي تفتقد للمهارة في القتال”، مؤكدا أن “من مصلحة الأردن أن يكون الجنوب السوري آمن وخال من التنظيمات الإرهابية”.
وهاجم مجلس العشائر السورية البيان الذي أصدرته عشائر موالية للنظام السوري، رفضت فيه عرض الأردن بدعمها، حيث قال الحريري: “من تلا البيان لا يمثلون العشائر السورية. هؤلاء أشخاص مسيسون، ألبسهم النظام عباءة مرقعه بالذل والعار، وهم الذين يشاركونه في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، من خلال تصريحاتهم المهترئة، التي لا تمت للمواطنة بصلة”.
الحكومة الأردنية: نسعى لمساعدة الشعب السوري
وكانت المملكة الأردنية أعلنت في وقت سابق أنها ستقوم بالتعاون مع دول التحالف الدولي بتدريب أبناء العشائر السورية، لمواجهة “التنظيمات الإرهابية”، وعلى رأسها تنظيم الدولة.
وتعهد للعاهل الأردني، عبد الله الثاني، أثناء لقائه عشائر أردنية في البادية الشمالية الشهر الجاري بدعم العشائر السورية والعراقية في المناطق الحدودية مع الأردن.
وقال الملك الأردني إن “من الواجب علينا كدولة حماية العشائر في شرق سوريا وغرب العراق”، مبينا أن “العالم يدرك أهمية دور الأردن في حل المشكلات في هذين البلدين، وضمان استقرار وأمن المنطقة”.
بدوره، قال وزير الإعلام و الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، ردا على مطالب العشائر السورية، إن “الأردن ودول أخرى في الإقليم جزء من جهد متكامل لمساعدة أبناء الشعب السوري لمواجهة الإرهاب، سنقدم ما نستطيع لمواجهة الإرهاب وداعش”.
وجدد المومني في حديث لـ”عربي21” ما أعلنه الأردن سابقا من أن “الجهد الأردني في دعم الشعب والعشائر السورية يأتي في إطار جهد دولي وإقليمي، يهدف إلى مساعدة ودعم الشعب في الشرق السوري لمواجهة المنظمات الإرهابية”، مؤكدا أن “الأردن لن يجبر أحدا بأي حال على قبول مساعدته”.
عشائر سورية تطالب بمضادات طائرات
ودعا مجلس العشائر السورية الأردن إلى “دعم الجيش الحر بمضادات الطيران والأسلحة النوعية، خصوصا في مناطق جنوب سوريا”.
وقال رئيس مجلس العشائر إن” قوات المعارضة تخوض حربا صعبة في الجنوب، في ظل استخدام النظام السوري لسلاح الطيران، وافتقار المقاتلين للمضادات الجوية والأسلحة النوعية”.
وطالب المجلس بأن يكون للأردن “دور بتحرير سوريا بشكل عام، والجنوب بشكل خاص”، وقال رئيس مجلس العشائر، إن “الأردن أفضل من الدول الأجنبية التي لا تحافظ على الأعراض و الأعراف والتقاليد”.
أسلحة وتدريب يحتاجها العشائر السورية
على الرغم من تكتم الأردن على تفاصيل برنامج تدريب العشائر السورية، إلا أن المعلومات التي حصلت عليها “عربي21” تؤكد أن الأردن يدرب العشائر السورية في معسكرات في صحراء البادية الشمالية، في مدينة المفرق الحدودية مع سوريا.
ويشمل التدريب كيفية استخدام الأسلحة الفردية، والتعامل مع حرب الشوارع والمدن.
وقال قيادي في الجيش الحر لـ”عربي21“، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “التدريب الذي يقدمه الأردن لقوات المعارضة يشمل تدريب ألوية وكتائب مقاتلة بشكل منفرد”، مؤكدا وجود غرفة عمليات أردنية تقوم بمهمة التنسيق، لإلحاق قادة الكتائب بدورات داخل الأردن، بإشراف الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم تزويد الكتائب بالأسلحة، باستثناء مضادات الطائرات.
وكان النظام السوري اتهم الأردن مؤخرا “باحتضان معسكرات بإشراف الموساد الإسرائيلي وأنظمة استخبارات غربية وإقليمية، لإمداد مقاتلي محافظة درعا الحدودية مع المملكة، بالأسلحة والذخيرة، والسماح بتسلل المقاتلين”.
من جانبه، قال الخبير العسكري الأردني، اللواء المتقاعد، الدكتور قاسم محمد صالح، في حديث لـ”عربي21” إن “تدريب العشائر السورية المتاخمة للحدود الأردنية أصبح نوعا من الضرورة الملحة، بعد أن أصبحت هذه العشائر في مواجهة داعش، واقتراب التنظيم من الحدود الأردنية، الأمر الذي أثار لدى الأردن الخوف من اختراق داعش لهذه العشائر، ووصول التنظيم للحدود الأردنية”.
وقال إن “تدريب هذه العشائر وإمدادها بالأسلحة الضرورية الكافية أمر من مستلزمات الدفاع عن الحدود الأردنية، ولابد أن تكون هذه الأسلحة بمستوى مواجهة القدرات التي يملكها داعش، من أسلحة حديثة، لذا تحتاج العشائر لأسلحة من رشاشات فردية، وأسلحة مقاومة الدروع، لمواجهة تلك التي يمتلكها داعش، كما تحتاج إلى مدافع الهاون، لضرب قوات داعش المتقدمة”.
وحول شكل برنامج التدريب الذي يجب أن يقدم للعشائر، قال الخبير العسكري: “يجب أن يشمل البرنامج التدريب على قتال الشوارع والبيوت والقرى والمدن، والقتال في الصحراء، بالإضافة إلى التدريب على كيفية نزع الألغام، بعد أن لجأ داعش لزراعة الألغام في المناطق التي احتلها، لإعاقة تقدم القوات المقاتلة”.
وتأتي مطالب العشائر السورية بالتدريب والتسليح في الوقت الذي أعلن فيه الثوار نهاية الأسبوع الماضي إطلاق معركة “عاصفة الجنوب”، للسيطرة على الأحياء التي لا تزال خاضعة للنظام السوري في مدينة درعا.
وتسعى قوات المعارضة لمهاجمة المدينة من سبع محاور، بمشاركة فصائل مقاتلة، من أبرزها “جبهة النصرة”.