تمرُ اليوم الرابع من آب/أغسطس ،الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت والذي قتل على إثره العشرات وأصيب مئات آخرين، عدا عن دمار كبير حلَ على العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي الحديث عن الخسائر كشفت بيانات وزارة الصحة اللبنانية أن أكثر من 204 أشخاص قتلوا وأصيب 6 آلاف و 500 شخص جرّاء الانفجار، في حين لا يزال 9 أشخاص في عداد المفقودين، في حين تضررت أكثر من 50 ألف وحدة سكنية وتشرد نحو 300 ألف شخص، وقدر محافظ بيروت الخسائر المادية مابين 10 إلى 15 مليار دولار.
وسبب التفجير بحسب المؤسسة اللبنانية للإرسال، عن مسؤول أمني لبناني أن 2750 طناً من “نترات الأمونيوم” التي كانت مصادرة ومخزنة في المرفأ منذ 2014 قد انفجرت أثناء عملية لحام لفتحة صغيرة منعاً للسرقة”.
في سياق متصل، نقلت”رويترز” عن تقرير لتحقيقات مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي “FBI” أن ما انفجر في بيروت أقل من شحنة النترات الأصلية، وأن الكمية التي انفجرت تقدر ب 552 طناً بينما الشحنة التي تم تفريغها عام 2013 تبلغ 2754 طناً، أي أن الكمية التي انفجرت لا تتجاوز 20% من نترات الأمونيوم الكلية التي تم تفريغها هناك.
وكانت ال “FBI” قد أصدرت التقرير في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2020، ونشرت تفاصيله “رويترز” هذا الأسبوع، وكان محققون قد وصلوا بيروت بناء على طلب من لبنان، وقال مسؤول لبناني أن لبنان اتفقت مع المكتب بشأن حجم المواد التي انفجرت في المرفأ، في حين قال مسؤولون آخرون أن كميةً كبيرة من الشحنة سرقت.
تورط كبار المسؤولين وعدم مبالاة أدت لانفجار مرفأ بيروت
اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الثلاثاء 3 آب/أغسطس مسؤولين لبنانيين بالتورط بانفجار مرفأ بيروت، مؤكدةً على وجود دلائل عرضتها في تقرير من 127 صفحة تحدثت فيه عن الفساد وسوء الإدارة في المرفأ وتقصير كبار المسؤولين بعدم التبليغ عن مخاطر نترات الأمونيوم المخزنة لسنوات.
بحسب “سكاي نيوز عربية” قالت “لمى فقيه” مديرة قسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش، أن انفجار مرفأ بيروت نتج عن أفعال كبار المسؤولين اللبنانيين وتقصيرهم، لأنهم خزنوا المواد في ظروف غير آمنة وتقاعسوا عن حماية الناس.
وأوضح التقرير عن اعتراف كل من وزير الداخلية اللبناني آنذاك و المدير العام للأمن العام اللبناني بمعرفتهما بشأن وجود نترات الأمونيوم في المرفأ، لكن اتخاذ الإجراءات ليس من صلاحيتهما، وقالت المنظمة أن العديد من السلطات اللبنانية كانت مهملة جنائياً وأن بعض المسؤولين اللبنانيين توقعوا وقبلوا ضمنياً مخاطر الوفاة التي يشكلها وجود نترات الأمونيوم في المرفأ.
وقالت المنظمة أنه تم تحذير المسؤولين في وزارة الأشغال العامة والنقل التي تشرف على المرفأ من الخطر، لكنهم لم يتعاملوا بجدية ولم يبلغوا القضاء كما يجب، وأن المسؤولين كانوا يعلمون بتخزين نترات الأمونيوم إلى جانب مواد أخرى قابلة للاشتعال لستة سنوات، في مخزن غير مؤمن وسيء التهوية وسط منطقة مكتظة مخالفين الإرشادات الدولية للتخزين.
تفاعل اللبنانيون اليوم مع الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، مستذكرين ضحايا الانفجار والمفقودين، حيث قدمت العديد من الهيئات التعازي لذوي الضحايا، وأقامت قوى الأمن الداخلي مسيرةً راجلة تكريماً لضحايا الانفجار، في حين طالب رئيس مجلس النواب “نبيه بري” عبر صفحته في فيسبوك، بالعدالة والاقتصاص من المتورطين.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
إبراهيم الخطيب