” طلقها متل ما ترك ابن خالها إختك ، ما بدنا من هل عيلة، مابتستاهلك ابني، بتاخد أحسن منها ” لهذا السبب، وبهذه الطريقة القياسية، تنهي أم إبراهيم زواج ابنها من فاطمة.
إبراهيم، 28 عاماً، طالب في جامعة حلب بقسم الاقتصاد، من ريف إدلب. كبر ونشأ تحت كنف عائلة متوسطة الحال .
سمعت فاطمة من إخوتها ثناء ومدحا عليه، فهو صديق إخوتها، عرف عنه حبه للشعر والأدب، وكان كثير الزيارات لبيت أهل فاطمة .
وقر في قلب فاطمة شيء من التعلق بهذا الشاب، دونما أي كلام أو تواصل، فكلاهما ينتميان لمجتمع ريف إدلب المتحفط بغالبيته .
زارت أم إبراهيم بيت أصدقاء ابنها، وتعرفت على فاطمة, الفتاة الطموحة الجميلة. عرف عن فاطمة ذكاءها واحترامها، مع أدبها وحياءها .
نجحت فاطمة في البكالوريا، وأرادت إكمال دراستها، إلا أن الثورة حالت دون ذلك .
ذهبت والدة إبراهيم لتبارك للعائلة بنجاح ابنتهم، وأعجبت بالفتاة، دون أن تفصح .
أعجب إبراهيم بالفتاة، لكثرة ما تذكرها والدته، وأخبرها في رغبته برؤيتها، وتم ذلك، وعقد الخطيبان قرانهما، وبعد مدة تم الزواج .
كان لإبراهيم ثلاث أخوات، لم يكن بجمال فاطمة، لكن لم تسلم فاطمة من غيرة وحسد أخوات إبراهيم، فقد حظيت الفتاة بشاب وسيم وشاعر، ومن عائلة
كريمة .
ولد للزوجين صبي لطيف، شبيه بأبيه، سافرا به إلى تركيا،
حيث استقرا للعيش في أنقرة ، ليعمل إبراهيم في مؤسسة في سوريا، يخرج ويدخل عبر معبر باب الهوى .
تعرفت خالة فاطمة أثناء زيارتها لها على أخوات إبراهيم، وأعجبت بإحداهن، لتخطبها لابنها الشاب سامر ،ثم تسافر الأم للسعودية، لكن الخطبة لم تدم طويلا، انفصل سامر عن خطيبته براءة،وحزنت أخت إبراهيم كثيرا، ومرضت مرضا حاداً، فجن جنون أم براهيم، لترمي غيظها وغضبها على فاطمة. فطلبت من ابنها تطليق زوجته .
صدم إبراهيم بهذا الطلب، ” أمي أنت جنيتي، شو دخل مرتي وطفلي وأنا بهالقصة” قال لأمه .
لكن الأم كانت أقوى مما تخيل إبراهيم وطلبت منه أن لا يخبر وجته بالسبب الحقيقي، ويكتفي بالقول أنها ” مانا ست بيت ومابتقدر” .
.سمعت فاطمة بهذا, فبكت بكاء حارا، وقالت ” ليش انا شو عملت لحتى بدك تطلقني”!!
كان الأمر أكبر مما تخيلت الفتاة المسكينة، وحصل الطلاق، وسافر إبراهيم للعمل في مدينة ثانية. وترك طفله مع أمه الطليقة .
أصاب فاطمة صدمة جعلتها تحقد جدا على زوجها وأمه، ولكن إبراهيم يحب زوجته ويعلم أنها لطيفة وحنونة، كانت له نعم الزوجة الصادقة والصالحة .
بقي الحال هكذا 3 سنوات، حاول الشاب لاحقا، أن يعيد زوجته، وأدخل في أمره وجهاء وأشخاص ذات علاقة طيبة مع أهل زوجته، إلا أن الزوجة رفضت .
ولكن فاطمة تعلم في قرار نفسها أنها مليئة بحب زوجها، و لا تريد كذلك للطفل أن يعيش مشردا بين والدين منفصلين، لكنها استكبرت و أصابتها الأنفة مما فعل بها .
في حفل شاعري مصور، أرسل إبراهيم قصيدة عبر الجوال، قرأها أمام الملأ يشكو قلبه وحالته، ويعترف أنه اخطأ وظلم زوجته، يتغزل بها أنها سبب لانسداد الأمل وانتهاء الفرح من حياته، استمعت فاطمة للفديو، فبكت بكاء حاراً، وأخبرت والديها، أنها قررت الرجوع لزوجها .
فلا تهمل الشعر أخي القارئ.
فانظر ماذا فعل بقلب فتاة عنيدة .
بقلم ؛ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري