لكًلِ دولة قوانينها التي تحفظ حقوقها وحقوق مواطنيها، ومصالحٌ ترعاها في الداخل والخارج لتكون إحدى الدول المتقدمة والطامحة لمنافسة الدول العظمى، لكن هذا لم يكن موجوداً في سوريا مع وجود نظام قمع شعبه بكل الوسائل طيلة أربعة عقود مضت.
ايران، روسيا، وأمريكا وكثير من الدول المجاورة لسوريا لها مصالح شخصية في تدخلها بالحرب السورية ، ليبرز التدخل الايراني في بداية الأزمة بحجة حماية المقدسات، فتقف المملكة العربية السعودية بدعم نوعي للمعارضة خوفا من احتلال إيران لسوريا مما سيجعل من ايران دولة قوية تهدد مصالح المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج، فكان الحليف المناسب لها تركيا التي تخاف من دولة كردية على حدودها الجنوبية، لتسجل ايران حسب المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 240 شخصية قيادية بارزة في سوريا، وعدم إحداث أي تغير يذكر سوى الدمار وخسارة النظام لأكثر من 70% من الأراضي السورية.
60 يوما من التدخل الروسي بحجة محاربة تنظيم الدولة، مع تهميش كامل للنظام السوري رئيسا وجيشا، حيث رجح الخبير العسكري والاستراتيجي فايز الدويري نقلا عن الجزيرة التدخل الروسي في عدة نقاط أهمها “النجاحات العسكرية الميدانية لجيش الفتح والتقدم في نقاط و منشآت حيوية روسية، والخوف من خسارة الاتحاد السوفييتي نفوذه كما خسرها بسبع دول عربية خلال العقود الماضية، التردد الأمريكي في حسم الحرب السورية سبب حالة من الاستعصاء السياسي الأمريكي والذي خلف حالة من الفراغ، اقتنصها الروسي فحاول ملأه، ووجد الأزمة في سوريا جسرا للعبور منه لإعادة تواجدها على الساحتين الإقليمية والدولية، وتعزز موقعها في الشرق الاوسط “.
أما بالنسبة للولايات المتحدة التي عبرت عن قلقها تجاه التدخل الروسي على المدى البعيد في كثير من خطابتها، وتأكيد أنه من الصعب التنبؤ بمستقبل عمل القوات والقواعد الروسية في منطقة بلاد الشام، خوفا على مصالح حليفتها اسرائيل في المنطقة لتؤكد روسيا أنها تحترم المصالح الإسرائيلية في سوريا!!!
إسقاط الطائرة الروسية من قبل القوات التركية كان له تداعيات وتضارب مصالح على الحلفاء الداعمين للحرب ضد الإرهاب في الأراضي السورية، فقد وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن إسقاطها هي طعنة في الظهر من قبل الأتراك ، لتعبر واشنطن أن تركيا لم تتصرف في حادثة الطائرة بوصفها شريكة لها، وإنما لحماية اجوائها، وأن القوات الأمريكية لم تشارك في هذه الحادثة، فيما اتخذ نظام الأسد موقف المتفرج كالعادة ومندداً لتدخل تركيا وإسقاط الطائرة الروسية “الصديقة” على أراضيها .
تعتبر روسيا أن ما حصل خرق لسيادتها في الأراضي السورية فترد بالقصف أكثر من مرة لأكثر من 10 غارات سجلت في اليومين على مناطق حدودية التي لا تبعد عن الحدود التركية سوى بضع كيلو مترات، فحسب ناشطين معارضين أن النظام السوري لم يقصف المناطق الحدودية بكثرة خلال السنوات الماضية .
الدول الأوربية أيضا شاركت بقصف مواقع لتنظيم الدولة في الاراضي السورية بكثافة استرضاء للشعب الفرنسي بعد أحداث باريس الدامية ، سجلت أكثر من 200غارة على مدينة الرقة الواقعة شرق سوريا
مقدسات ، مصالح ، وانتقام لشعوبهم هي رسائل يرسلها العالم كل يوم عبر مشاركتهم بالقصف على مواقع مختلفة في
الأراضي السورية ، فلا احد يقصف او يعلن عن منطقة عازلة لحماية المدنيين، وأعداد الشهداء والنازحين واللاجئين في كل لحظة بازدياد على أرض تكالب العالم على شعبها لمصالحهم لا أكثر، لتضيف منظمات وسماسرة تتاجر باسم الدم السوري والمقتول هو الفقير السوري وحده .
أماني العلي
المركز الصحفي السوري