المركز الصحفي السوري
إبراهيم الإسماعيل 16/6/2015
تجددت المعاناة التي لا تنتهي والمآسي التي لم تترك السوريين، منذ بداية الصراع منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، وحتى اليوم لم يجدوا ملاذا آمناً من هذه الأزمة التي تأخذهم إلى المجهول.
في خضم المعارك التي تخوضها الوحدات الكردية، وبعض الفصائل الداعمة لها في ريف حلب الشمالي ضد تنظيم الدولة، تحت غطاء جوي كثيف من قبل طائرات التحالف، حيث قامت بعض الفصائل الكردية بحملة تطهير عرقي وطائفي بحق العرب السنة والتركمان، في ريف الحسكة الغربي وتل أبيض وللأخيرة أهمية كبيرة جداً لدى الوحدات الكردية فهي تقطع الإمداد عن الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة.
حيث تأتي هذه الخطوة استكمالاً لمخطط تقسيم تعمل عليه أطراف محددة، على رأسها حزب العمال الكردستانيPKK المصنف كمنظمة إرهابية، بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية، في خطوة أصبحت كارثية وخطيرة جداً على مستقبل سوريا والمنطقة، وقد تم تهجير سكان تل أبيض جراء الضربات القاسية الوحشية والقصف المكثف من قبل التحالف، وترويع المدنيين لترك قراهم وقد شهدت تلك الساحة تشرد كبيير جداً للأهالي، الذين اتجهوا نحو الحدود التركية المغلقة التي اجتازوها عنوة، دون التفكير بالقوات التركية التي فتحت الحدود بعد الضغط الكبير، من النازحين ووضعهم الإنساني المأساوي الذي أدى إلى كارثة كبيرة جدا ومعاناة لا توصف أبداً.
وقد أدت هذه المعارك وهذه المخططات إلى حصار خانق غير مسبوق، في المنطقة وقد أصبح ذلك وضحاً وملموساً في الشمال السوري، حيث شهدت إدلب وريفها ومناطق حلب المحررة، وكل المناطق المحررة في الشمال والوسط السوري تدهوراً اقتصاديا كبيراً ليس له مثيل، وقد تجسد ذلك باختفاء المحروقات بأنواعها بشكل مفاجئ وسريع من هذه المناطق مما جعلها على حافة انهيار كبير، ووقوع كارثة إنسانية لا يحمد عقباها.
فلقد توقفت المشافي الميدانية التي يتوافد عليها الكثير من الإصابات والجرحى جراء القصف العشوائي، والممنهج وسياسة الأرض المحروقة التي عمد إليها النظام وخاصة في إدلب، هذا وقد توقفت أيضاً الأفران عن إنتاج الخبز بسبب انقطاع المحروقات، ليس هذا فقط بل توقفت معظم أعمال الناس اليومية وإغلاق باب رزقهم، عدا ذلك ارتفاع كبير جداً في الاسعار لكافة البضائع وبأنواعها وأسعار الخضروات وغيرها من الاحتياجات اليومية لأي عائلة.
فقد وصل اليوم سعر لتر المازوت الى 425 ليرة سورية أي ما يعادل تقريباً 1.4 دولار وسعر لتر البنزين إلى 650 ليرة سورية أي ما يعادل تقريباً 2.2 دولار، وأما سعر الغاز الذي يأتي من مناطق سيطرة النظام فقد وصل مابين 3500 – 4000 ليرة سورية أي ما يعادل تقريباً بين 12-13.7 دولاراً.
مما أدى إلى إثارة سكان المنطقة واحتجاجهم على الفصائل المقاتلة، وعلى كل من يشارك في هذه المعركة ودعت إلى فتح الطريق وفك الحصار، وتزويد هذه المناطق بالوقود واستنكرت بشدة هذا العمل وخاصة مع بداية شهر رمضان المبارك، بعدما توقفت أعمالهم وسلبت منهم لقمت عيشهم، وفي ظل قصف قوات النظام لقراهم بشكل متكرر وكثيف، لم يجد هؤلاء الناس سبيل للعيش بعد كل هذا الحصار والقتل والدمار اليومي.
ويوجه الأهالي نداء استغاثة عاجل إلى كل من بيده الأمر والى كل كتائب الثوار، وإلى كل منظمات حقوق الإنسان وعلى كل العالم نداء استغاثة عاجل، لمنع التقسيم في سوريا وفك الحصار الاقتصادي على الشمال والوسط السوري، وإلا فسوف تشهد البلاد كارثة كبيرة لا تحمد عقباها.