لم ينجح النظام عندما ظن أن في تهجير أهل الغوطة وانتهاكه لحقوق الإنسان بمقدوره قمع إرادة شعب رفض الذل والهوان، ونذر نفسه لنيل حريته التي لطالما حلم بها
نظام عرفت أول صفاته بالجبن والغدر سعى بكل مخططاته التي فرضها على الأهل في الغوطة والتي تخالف قانون الإنسان وتعتبر أولى تدهور الأوضاع في المنطقة، حيث هجر الشرفاء من أرضهم وأرض أجدادهم، بعد حصار قسري فرضه عليهم للتضييق والخناق بسياسة العجز والجبن ورغم انتقادات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية لسياسة التهجير، للمناطق المحاصرة.
لم يكترث نظام بشار وفرض خطة يخرج فيها أهالي الغوطة إلى مناطق معضمية الشام، وخطة أخرى تنقل الأهالي ومقاتلو المعارضة من المدينة إلى المنطقة الشمالية في “ريف إدلب”.
أعوام مريرة من الحصار والجوع والقصف اليومي كانت كافية لتكشف أمام أهل الغوطة مدى التصعيد الموجه أمامهم والذي لم يترك خياراً أمامهم بعد أن أنهكتهم الحرب سوى النزوح.
بالطبع التهجير لا يعني لهم تغير سياستهم في استمرار شعلة الثورة الموقدة منذ سنين، ضد نظام حاربهم بكل همجية ولحرص المعارضة على سلامة أرواح المدنيين وخاصة النساء والأطفال
خرج الثوار بأسلحتهم الخفيفة إلى مراكز الإيواء، واضعين أرواحهم على أكفهم فلا ضمانات لاتفاق يتم مع النظام مباشرة، لكن وجود أعداد كبيرة نسبياً من المقاتلين الخارجين مع أسلحتهم أشاع بعضاً من الثقة والطمأنينة وكان الضامن الأكبر لهم.
لم تتوقف شعلة الثورة في إيواء للنزوح بل استمرت لم خرجت إليه من إنقاذ للأطفال والنساء والشيوخ وها هو أول شهيد يدافع عن حلب، عن أطفال طال الغياب عنهم وعيوننا تدمع على معاناتهم، “أبو علي داريا” من أهالي الغوطة الشرفاء الذي خرج مع المقاتلين لنصرة الأهل في حلب، وأمثاله الكثيرين ممن كان هدفهم الأول النصرة للمظلومين لتسقط على أقدامهم مخططات نظام فاشلة.
ولدى إعلان نبأ استشهداد “أبو علي داريا” على مواقع التواصل “الفيس” جاءت التعليقات المباركة لروحه طاهرة التي بذلت لنصرة الحق والدفاع عن حلب المحترقة
أبو علي ومن قبله “حامد خشفه” الذي استشهد في صلاح الدين وكان يقاتل إلى جانب إحدى فصائل مدينة دارة عزه ومن فيها
وغيرهم الكثير من مهجري الغوطة أصبحوا قلباً واحداً ويداً متكاتفة مع الأخوة في حلب لمقاومة الظلم ونصرة الحق يرجون من الله الصبر والثبات لم خرجوا إليه، فلا بد للظلمة أن تزول وللحق بالعلو مهما كانت جولات الباطل ممتدة.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد