جنيف – وكالات – اتهم بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية في محادثات السلام بجنيف إسرائيل أمس بالتعاون مع مقاتلي «داعش» و «القاعدة» في منطقة الجولان محولا بذلك الانتباه بعيدا عن المفاوضات بين الفصائل السورية.
وسعى وفد دمشق بالفعل يوم الجمعة لإخراج جولة محادثات السلام عن مسار التحول السياسي الذي يأمل مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أن يروجه في الوقت الذي يهدد فيه تصاعد القتال في البلاد بتقويض هدنة هشة بدأ سريانها يوم 27 شباط.
وقال الجعفري للصحفيين بعد اجتماعه مع دي ميستورا إن هذا «الاستفزاز» الإسرائيلي يؤكد دون شك التعاون بين إسرائيل و»إرهابيي» داعش وجبهة النصرة عند الخط الفاصل بين الجولان ومكان تمركز قوات الأمم المتحدة.
وكان يعلق على عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي لاجتماع لحكومته في الجولان هو الأول من نوعه منذ أن احتلت إسرائيل الجولان من سوريا عام 1967 ثم ضمتها عام 1981. وقال نتنياهو إنه لا تراجع عن الضم الذي لم يتم الاعتراف به دوليا.
وقال الجعفري إنه ليس من قبيل الصدفة على الإطلاق أن يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي بالتزامن مع تصريحات «غير مسؤولة» لأعضاء في وفد المعارضة الذي يشارك في محادثات جنيف. ودعا أعضاء في الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة المسلحة لاستئناف الهجمات على القوات الحكومية. وأضاف الجعفري أن حدوث كل ذلك بشكل متزامن يشير بوضوح إلى أن هناك روابط وثيقة بين الإسرائيليين وبعض العرب وبعض «الإرهابيين» داخل سوريا.
ولم يوضح كيف يرى هذه التطورات تؤكد وجود صلة بين إسرائيل والجماعات المتشددة.
وقال إنه أرسل خطابات للأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس الأمن يطلب فيها تدخلهما الفوري لإدانة عقد اجتماع وزاري إسرائيلي في الجولان والمطالبة بألا يتكرر ذلك.
من جانبها، طلبت المعارضة السورية أمس من الامم المتحدة ارجاء الجولة الحالية من مفاوضات جنيف الى ان يُظهر الوفد النظامي «جدية» في مقاربة الانتقال السياسي والملفات الانسانية، وفق ما اكد مصدر في الهيئة العليا للمفاوضات.
وقال المصدر ان «وفدا مصغرا من الهيئة العليا للمفاوضات وصل الى الامم المتحدة لتسليم الموفد الدولي الخاص الى سوريا طلبا بتأجيل جولة المفاوضات الحالية الى حين ان يظهر النظام جدية في مقاربة الانتقال السياسي والمسائل الانسانية».
واكد ان الطلب يقضي ب»تأجيل المفاوضات لا بتعليقها»، مشيرا الى ان «الوفد سيبقى في جنيف ولن يغادرها».
ويجتمع ثلاثة اعضاء من الوفد المفاوض الممثل للهيئة العليا للمفاوضات في هذه الاثناء مع الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا في مقر الامم المتحدة في جنيف، بعد وصولهم. ويضم الوفد كلا من جورج صبرا واحمد الحريري وعبد المجيد حمو.
واستأنف دي ميستورا الاربعاء جولة صعبة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين للحكومة والمعارضة تتركز على بحث الانتقال السياسي، لكنها تصطدم بتمسك الطرفين بمواقفهما حيال مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد.
وكان مصدر في وفد المعارضة الى جنيف قال أمس «ثمة تباين في الاراء داخل الهيئة حول الموقف الذي يجب اتخاذه، بمعنى ان ممثلي الفصائل العسكرية وبعض قوى المعارضة السياسية وعلى رأسها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يميلون الى تعليق المشاركة» في مفاوضات جنيف.
والتقى دي ميستورا أمس الوفد الحكومي للمرة الثانية منذ انطلاق جولة المفاوضات الحالية.
وصعدت المعارضة موقفها بعد نقل دي ميستورا اقتراحا اليها ينص على بقاء الاسد في المرحلة الانتقالية مع تعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة وتنتقل صلاحياته تدريجيا اليهم، الامر الذي رفضته المعارضة بالمطلق.
وتتمسك المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الاسد قبل بدء المرحلة الانتقالية، في حين تعتبر الحكومة ان مستقبل الاسد ليس موضع نقاش وتقترح تشكيل حكومة موسعة.