مع انخفاض نسبي لدرجات الحرارة أواخر شهر أيلول، لوحظت في الأسواق السورية عودة متاجر بيع مواد التدفئة لنشاطها وحركة كبيرة لعبور سيارات محملة بالحطب والفحم وأكياس قشور المكسرات ( قشر فستق حلبي، جوز، لوز،) والبيرين.
يعمد السوريون مع قدوم فصل الشتاء إلى تأمين مواد التدفئة ولكنهم يواجهون تكاليف مالية مضاعفة خصوصاً بعد ارتفاع أسعار مواد التدفئة بشكل كبير.
فيقول “يحيى” تاجر مواد تدفئة في ريف حلب الشمالي
“تجاوز سعر حطب الزيتون الزند_ 185 دولار أمريكي _ للطن الواحد، بجودة متوسطة أما اليابس كليّا فيزيد عن ال200 دولار أمريكي، والزيادة في السعر لقلّة الحطب في المنطقة، والضريبة المفروضة عليه إذا جاء من مناطق أخرى، وهذا ما شجع على استيراد القشر من تركيا”.
رغم تحذيرات صحيّة لكنه حل أوفر
فيما يبدي رأيه “أبو هشام” في ذات الموضوع من نفس المنطقة” أنا استخدم الفحم، صحيح أنه بقايا حرّاقات النفط، ولا ينصح به صحيّاً، إلا أنّه أوفر ماديّا، فطن الفحم سعره أقل من غيره ويمدّ أكثر إذ يعدل الطن الواحد برميلين مازوت أو طن ونصف حطب بسعر 120 دولار أمريكي.
ويردف التاجر يحيى أن الاقبال في ريف حلب الشمالي على الفحم ثم المازوت الذي ارتفع سعر البرميل المكرر منه إلى 110 دولار أمريكي، ويأتي الحطب ثم البيرين الأقل إقبالا بسعر170 دولار أمريكي للطن.
أما في شمال غرب سوريا غدلب وريفها
ارتفعت نسبة الإقبال على استخدام قشر المكسرات في التدفئة فيقول التاجر “أبو إبراهيم” من منطقة خان شيخون “تعود الناس في ريف حماه الشمالي وإدلب الجنوبي، استخدام “القشر” قبل نزوحهم، كونه مجاني من محصولهم، ونقلو هذه الثقافة مع نزوحهم رغم وصول سعر الطن لقشر الفستق220 دولار أمريكي”.
ويردف أن سكان المنطقة المحليين، يعتمدون على حطب الزيتون أكثر، من غلّة أشجارهم بعد التقليم، ويأتي البيرين بعد الحطب بسعر 165 دولار أمريكي للنوع الجيّد، وهناك أنواع أقل جودة حيث يستخرج زيت الصابون من البيرين قبل كبسه وسعرها بحدود 150 دولار أمريكي.
مناطق سيطرة النظام
ما تزال مادة المازوت الأكثر شيوعاً رغم دخول المواد الأخرى بدرجة أقل حيث أصدرت وزارة النفط في حكومة النظام بأنه يمكن للأهالي طلب تعبئة كمية /50/ لترمازوت بالسعرالحر من المحطات المخصصة للبيع، وكان آخر تحديث لأسعار المازوت الصادرة عن الوزارة 2700ليرة للتر الواحد أي 594000 للبرميل.
والتعليق الذي يطرحه المقيمون هناك “إذا لقيتو بيتك بالقلعة” في إشارة لندرته في الأسواق بالسعر المحدد، أما في الأسواق الحرّة وصل سعر اللتر الواحد ل 5500 ليرة ما يزيد عن المليون للبرميل الواحد.
الحطب والقشر:
ساهمت الثروة النباتية في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام سابقا في هبوط الأسعار قليلا، حيث اتهم ناشطون قوات النظام باقتلاع أشجار الزيتون في تلك المناطق وبيعها حطبا في “أسواق السنة” حسب تعبيرهم، فجاوز سعر طن الحطب زيتون 400 ألف ليرة بقليل، وسعر طن القشر فستق حلبي 800 ألف ليرة.
مناطق الجزيرة والإدارة الذاتية
استفادت هذه المنطقة من آبار النفط الموجودة في أراضيها، فشهدت سعرا مقبولا للمازوت بالنسبة لباقي المناطق، وذكرت تقارير واردة بأن سعر البرميل الوسطي الجودة 150 ألف ليرة سورية وسعر طن الفحم 70ألف ليرة سورية، وهذا ما جعل المنطقة تعتمد على هذين الصنفين لتوفرهما بأسعار زهيدة مقارنة بباقي المواد.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/603403098034883
والجدير بالذكر أنّ سوريا عامة، تشهد ركودا اقتصاديا وفقر وبطالة، مما جعل الناس في حيرة أمام شتاء يصفه مختصو الطقس “بالاستثنائي”.