د. برهان غليون
يريدون ان يقنعوا المعارضة بانها طرف في حرب اهلية وان عليها ان تحاور الطرف الاخر للتوصل الى تسوية. هكذا تصبح جرائم الاسد ونظامه جزءا من مأساة الحرب مثلها وحقه في البقاء لا يختلف عن حق اي مقاتل في الثورة السورية.
المعارضة السورية ليست طرفا في اي حرب اهلية ولا تقبل ان تفاوض باسم طرف. انها الناطق باسم الشعب السوري باكمله في مواجهة نظام الطغيان والقتل المنظم والارهاب والتدمير والتهجير المنهجي للمجتمع والدولة الذي لا يمثل ولا يمكن ان يمثل اي طرف. وعليها وحدها ان تجمع الاطراف السورية المختلفة على مائدة حوار يهدف الى توحيد فئات الشعب الذي حاول النظام القاتل بجميع الوسائل تقسيمه طائفيا وقوميا وسياسيا وفكريا واسلم مصيره للدول الاجنبية التي اصبح مصيره معلقا بحمايتها.
لاينبغي ان تسمح المعارضة للنظام وشركائه الايرانيين والروس والعرب بتغيير حقيقة الصراع وسيرته. النظام مسؤول عن الكارثة وقد ادين من كل العالم بما في ذلك الاغلبية الساحقة من الدول والامم المتحدة والمنظمات الانسانية وعوقب لامتهانه حق الشعب السوري وكرامته وحياة ابنائه بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية ولا يمكن باي حال الاعتراف به كطرف شريك في اي حل. هو المتهم الاول وسوف يبقى كذلك ولا حل الا في ازالته. وكل محاولات انقاذه من قبل البعض هي تواطؤ في الجريمة المستمرة منذ اربع سنوات ان لم يكن منذ نصف قرن، وسوف تبوء بالفشل.