لم تكتف إيران بتواجدها العسكري والسياسي والاقتصادي، إنما تعدت إلى التغلغل الثقافي بهدف نشر الفكر الإيراني.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
ذكرت أحد المصادر الإعلامية المحلية اليوم، زيارة وفد إيراني معمم من دمشق إلى دير الزور، استقبله الحاج حسين مدير المركز الثقافي الإيراني بدير الزور يوم أمس، حيث جرى زيارة مسجد خديجة، التقى عددا من الأهالي وأخذ آراءهم حول عملية الإصلاح والصيانة التي قام بها المركز الثقافي للمسجد، مطلقاً وعوداً بمزيد من الإصلاحات، وإعادة إعمار فضلاً عن إعادة تأهيل مرافق خدمية وصحية بالمنطقة تحت إشرافهم ورعايتهم.
وأضاف المصدر أن الوفد طلب من الأهالي إرسال أبنائهم إلى المراكز الثقافية، وإلى الأمسيات الثقافية برعاية المركز الثقافي الإيراني وإلى الدورات التعليمية، فضلاً عن طلبه منهم زيارة المراقد الدينية الشيعية في دمشق، مقابل تقديم تسهيلات ودعم مادي لكل من يرغب بذلك من السكان المحليين.
في إطار الجهود الرامية لاستمالة السكان نفذ المركز الثقافي الإيراني العديد من مشاريع إعادة تأهيل المرافق العامة بدير الزور وأهمها الحدائق والمساجد، كان آخرها تأهيل الحديقة المركزية في المدينة التي انتهت عمليات الترميم فيها قبل أيام قليلة فقط.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد افتتح المركز الثقافي الإيراني عام 2018 في مدينة دير الزور شرقي البلاد، عقب تمكن الميليشيات الإيرانية وقوات النظام عام 2014 من دحر تنظيم الدولة داعش.
ينفذ الحرس الثوري الإيراني مشاريع إعادة ترميم عدد من المدارس في المنطقة لصالح المركز الثقافي الإيراني، لتصبح تابعة بشكل خاص للمركز ليتم تدريس اللغة الفارسية فيها ونشر الإيديولوجية الإيرانية بين سكان المنطقة.
لا تتوقف نشاطات المركز الثقافي الإيراني على أعمال الترميم بمدينة دير الزور، حيث تتعدى إلى إقامة الاحتفالات التي كان آخرها حفل أقيم لاستمالة الأطفال في 12 شباط الجاري في حديقة الأصدقاء بحويجة صكر في المدينة، بحضور مدير المركز الثقافي الإيراني في دير الزور الحاج حسين وعناصر من الحرس الثوري.
تعد منطقة دير الزور ولاسيما المنطقة الممتدة من مدينة الميادين حتى البوكمال شرقي محافظة دير الزور أهم المعاقل الاستراتيجية لإيران وميليشياتها في سوريا.
شهدت الفترة الماضية منذ مطلع العام الجاري تصاعد نشاطات إيران الثقافية عبر ذراعها المراكز الثقافية والمعاهد التعليمية والندوات شرق دير الزور، فيما يبدو على أنه خطة بديلة يستعجلها النظام الإيراني لمواجهة احتمالات خروج إيران من سوريا.
توجد عدة مؤشرات حول مفاوضات ستعقد مع إيران حول ملفها النووي، بمجرد تفرغ الإدارة الجديدة لبايدن لذاك الملف. وتحاول إيران الحفاظ على موطئ قدم ثقافي لها في المنطقة، فيما لو كان ثمن العودة للاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات عنها، التنازل عن تواجدها العسكري في سوريا أو تقليصه بشكل كبير، وهو ما تلح عليه أطراف في الصراع كروسيا وأمريكا إضافة لدول أوروبا.
وتسعى إيران جاهدة للانخراط في المجتمع السوري والانحلال ضمن شرائحه، بما يخدم مشروعها الإيراني هناك، عبر المراكز الثقافية التي نشرتها والمعاهد التعليمية ومؤسستها “جهاد البناء”، لترميم المدارس والمرافق في محافظة دير الزور.
المشروع الثقافي الإيراني لنشر الإيديولوجية الإيرانية في سوريا ليس بالطارئ على المنطقة، فقد انطلق في تسعينيات القرن الماضي على مشروع إيران في نشر الفكر الشيعي الإيراني في بلدة حطلة بدير الزور.
هل سيكون التواجد الثقافي والاقتصادي بديلاً عن التواجد العسكري لإيران في سوريا، هذا ما ستكشفه المفاوضات القادمة في الملف الإيراني فيما لو تحقق خروج إيران من سوريا.
تقرير خبري/صباح نجم
المركز الصحفي السوري