أشارت مجلات أميركية إلى أن الحرب في سوريا وصلت إلى نقطة تحول، وتحدث بعضها عن المنطقة الآمنة، وشككت أخرى في إمكانية نجاح خطة وقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن روسيا لجأت للتفاوض بسوريا لتجنب سيناريو الفشل الأميركي في العراق وأفغانستان.
فقد نشرت مجلة فورين أفيرز مقالا كتبه جيفري ستيسي وقال فيه إن الحرب في سوريا وصلت إلى نقطة تحول، وذلك في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية واستعادة نظام الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على بعض المناطق في البلاد.
وأضافت أن الوقت قد حان للولايات المتحدة وأوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي لاستعادة زمام المبادرة من روسيا واحتواء تركيا وتحقيق الاستقرار في الصراع الدائر بسوريا.
وأشارت إلى أن المعطيات على الأرض في سوريا تستدعي إقامة منطقة آمنة على الحدود السورية التركية، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار وجود ثلاثمئة ألف سوري جائع في حلب والقصف الروسي المكثف ووجود قوات تابعة للنظام السوري في مناطق قريبة من الحدود التركية.
منطقة آمنة
وأضاف أن المنطقة الآمنة ستعمل على احتواء التصعيد التركي المرتقب، والذي نشأ بسبب تقدم مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية التابعة إلى حزب العمال الكردستاني في بعض المناطق بسوريا.
وقال الكاتب إنه على أميركا وحلفائها ضرورة التحرك لإقامة هذه المنطقة الآمنة، وذلك من أجل إضفاء شيء من الواقعية على المحادثات السورية التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى إنهاء الصراع السوري الذي ينذر استمراره بتفاقم الكارثة الإنسانية واندلاع حرب إقليمية شاملة.
وقال الكاتب إن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يمكنه تأمين الرقابة الجوية لهذه المنطقة الآمنة، بينما تقوم القوات التركية بحمايتها على الأرض، ويقوم الاتحاد الأوروبي بإدارتها، في حين تعمل الأمم المتحدة على التنسيق مع المعارضة.
تدخلات
من جانبها، أشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن تدخلات القوى الكبرى بدأت تلقي بظلالها على اتفاق لوقف إطلاق النار بسوريا.
كما شككت في نجاح خطة وقف إطلاق النار في سوريا، وذلك في ظل تباين وجهات النظر بين القوى الكبرى بشأن تحديد هوية الجماعات الإرهابية وتمييزها عن تلك التي تمثل المعارضة السورية.
وأشارت إلى تقرير أممي يوضح صعوبة تنفيذ الاتفاق، وذلك في ظل توسع دور المليشيات في سوريا، وبسبب الخطورة المتمثلة في كيفية ترجمة روسيا لهذا الاتفاق، والخطر الذي تشكله غاراتها على جماعات المعارضة السورية الشرعية.
مفاوضات
وفي السياق ذاته، أشارت مجلة نيوزويك إلى أن روسيا لجأت للمفاوضات بشأن سوريا، وذلك كي تتمكن من تجنب تكرار سيناريو الفشل الأميركي في العراق وأفغانستان، وإلى أن الأعمال العدائية الروسية في سوريا ستتواصل إلى أن تحقق موسكو أهدافها العسكرية، وذلك حتى لو تم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضافت أن موسكو عمدت من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى إطالة الحملة العسكرية في سوريا بغية تفكيك وتدمير جماعات المعارضة التي تقاتل ضد الأسد، وذلك بعد أن عجزت عن توجيه ضربة قاضية ضدها.
وقالت إن العدد الهائل من الجماعات التي تقاتل في سوريا وافتقارها من يمثلها، يعززان استمرار روسيا في إلقاء اللوم على تلك الجماعات، ويجعل موسكو مستمرة في الأعمال العدائية ضدها.
المصدر : الصحافة الأميركية