” إرادتنا على الصمود لن تنكسر، و رغم جراحنا و آلامنا و أرواح شهدائنا الزكية مازلنا نحلم بنصر يلوح بسماء سوريا الحرة “.
عبارات يرددها السوريون مع إشراقة فجر كل يوم، فلا يكاد يخلو بيت سوري من الألم و المعاناة، إذ لونت الحرب حياتهم بالحزن والشقاء إلا أنهم مازالوا رمزا للتفاؤل و لمقاومة من يحاول قهرهم و المساس بكرامتهم.
كان للحرب في سوريا تأثير سلبي واضح على حياة السوريين النفسية والاجتماعية والمعيشية، إذ خيم الفقر حياتهم ودفعهم للبحث عن وسائل بديلة تضمن لهم البقاء من وحي الحاجة ومن الموجود.
فاستغلوا كل ما توفر لهم للاستفادة منه، حتى مخلفات الحرب والقصف وسط الركام و الدمار كانت سبيلا و ملاذا لبعض الفقراء علهم يجدون ما يسد رمقهم ويعينهم على الحياة، وحسب إحصائيات الإسكوا فإن أكثر من 18 مليون سوري تحت خط الفقر الأعلى وأكثر من 4 ملايين سوري هم تحت خط الفقر الغذائي .
يروي لنا غيث من الدفاع المدني في مدينة ادلب ما شاهده:” بعد المجزرة التي تعرضت لها مدينة ادلب بفعل القصف الروسي مؤخرا، وبينما كنت أمارس عملي في إنقاذ من كان تحت الركام، فوجئت بأشخاص يحملون أكياسا ويجمعون فيها قطع الخشب المتكسرة والملقاة هنا وهناك لاستعمالها في التدفئة، و آخرون يجمعون قطعا من الحديد لبيعها في سوق الخردوات، تساءلت في نفسي ماذا فعلت بنا الحرب ؟؟”.
بات هذا الأمر اعتياديا عند السوريين بعد كل قصف يطال الأبنية، إذ أصبح مصدر رزق البعض، حيث يقومون بجمع الحديد من القذائف والصواريخ التي تتسبب بقتلهم لإعادة خرطها وتصنيعها من جديد، فضلا عن جمع بقايا الألواح الزجاجية المتكسرة من النوافذ والأبواب لصهرها وإعادة تدويرها.
” الحاجة أم الاختراع” شعار تغنت به الأزمة السورية، إذ أظهرت صورة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي مدفأة تم تصنيعها من صاروخ طائرة كبديل عن المدافئ الجاهزة، حيث وصل سعر أقلها جودة ل 10 آلاف ليرة سورية، فكانت حلا بديلا يحمل روح الفكاهة .
رغم استفادة السوريين من مخلفات الحرب هناك بعض المضار منها، أبو ماهر من ريف ادلب يقول :” كان ابني يجمع بعض الحديد والخشب من مخلفات القصف، و أثناء البحث انفجرت به قنبلة عنقودية و تسببت بمقتله، لو كان الفقر رجلا لقتلته “.
يعرضون حياتهم للخطر ويواجهون الصعاب ليبقوا على قيد الحياة ولمحاربة الفقر والجوع، من صميم معاناتهم ينبع الأمل وتنبض الحياة متمسكين بأرضهم ووطنهم بعد محاولات قوات النظام المدعومة بالصديقة روسيا قهرهم و إضعاف إرادتهم و إذلالهم إلا أنهم مازالوا يرددون شعار ثورتهم الصامدة “سوف نبقى هنا “.
المركز الصحفي السوري_سماح الخالد