دعا مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إلى دعم جهود الحكومة السورية في إعادة تأهيل الأطفال الضحايا وإدماجهم في مجتمعاتهم بدلا من إن تستمر ذخيرة الحرب ووقودها.
وقال الجعفري خلال جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة البند المعنون “الأطفال والنزاعات المسلحة” إن “الحكومة السورية أرسلت قوائم بأسماء الأطفال الذين لقوا مصرعهم والمدارس والمشافي التي هاجمها الإرهابيون كما زودتها بآلاف الحوادث الموثقة التي تم ارتكابها ضد أطفال سوريا منذ بدء الأزمة”.
وأكد مندوب سوريا على “ضرورة وقف سياسات حكومات الدول الراعية للإرهاب وبعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن واتخاذ التدابير الفعالة لمحاسبة حكومات تلك الدول وإنفاذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وآخرها القرار 2199”.
ولفت الجعفري إلى أن “المجموعات المسلحة تمكنت وبدعم خارجي سياسي وإعلامي من زرع أفكار التطرف واللاإنسانية في عقول أطفالنا بعد اختطافهم”، مشيراً إلى أن “آخر مثال هم المذبحة التي نفذها عناصر تنظيم جبهة النصرة ي بحق أكثر من 40 سوريا مدنيا في قرية قلب اللوزة في ريف إدلب مطلع الأسبوع الماضي وأكثر من نصف هوءلاء الضحايا كانوا أطفالا والسبب كان لرفض الأهالي تجنيد أطفالهم في صفوف جبهة النصرة”.
ويأتي ذلك بعد ارتكاب مقاتلين تابعين للنصرة, مجزرة في قرية قلب لوزة في ريف إدلب راح ضحيتها العشرات من المدنيين حيث لقيت الحادثة استنكارا وإدانة واسعة, فيما أعلنت “جبهة النصرة”، في وقت لاحق أن بعض عناصرها شاركوا في حادثة قلب لوزة دون الرجوع إلى أمرائهم، مؤكدة أنه ستتم محاسبتهم لأن ما وقع خطأ غير مبرر والقرية تحت حمايتنا.
وأكد أن “الحكومة السورية تستمر ببذل كل الجهود الممكنة وتسخير كل الموارد لحماية أطفالها من الفكر الإرهابي المتطرف وتلبية احتياجاتهم بفترات قياسية”، مبينا أنها تمكنت من إعادة افتتاح 207 مدارس في ريف الحسكة بعد أن كانت التنظيمات الإرهابية قد سيطرت عليها”.
وأشار إلى أن “أكثر من 532 مدرسة لا زالت مغلقة في جنوب الحسكة بأمر من تنظيم داعش الذين يستخدمون المدارس مقرات لهم ومراكز لتخزين السلاح فيها”، منتقدا قيام ممثلين للامين العام للامم المتحدة باتهام الحكومة السورية باستهداف المدارس دون أن يشرحوا ماذا يوجد في هذه المدارس ومن يستخدمها لغايات الإرهاب”.
وطالبت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية مرارا بتحييد الأطفال عن أعمال العنف، وضمان بقائهم بمنأى عن الأزمات، مشيرة إلى أن الأطفال هم الشريحة الأكثر تضررا من الأزمات الأمر الذي يتطلب حشد جهود كبيرة لحمايتهم وتجنيبهم انعكاساتها السلبية, ووجهت عدة منظمات إنسانية، مؤخرا، نداء مشتركا دعت من خلاله لحماية الأطفال في سوريا من التأثيرات المدمرة للنزاع وعواقبه المقلقة على المدى الطويل والتي تنذر بنشوء “جيل ضائع”.
وتتبادل السلطات والمعارضة الاتهامات في استخدام المدنيين ومعظمهم من الأطفال والنساء كدروع بشرية في المواجهات التي تدور بينهم، فضلا عن اتهام السلطات لمقاتلي المعارضة بتجنيد أطفال وإشراكهم في القتال الدائر في البلاد.
سيريانيوز