شددت إسرائيل، أمس الخميس، على أنها ستمنع إنشاء “ممر شيعي” بين إيران وسوريا، مؤكدة أنها سترد على استمرار عملية تسليح ميليشيا “حزب الله” اللبنانية.
سنمنع إنشاء “ممر شيعي” من إيران إلى سوريا
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في أول تعليق رسمي على قصف موقع عسكري لقوات الأسد في مدينة مصياف بريف محافظة حماة،: “كل يوم هناك تفجيرات وقتلى في سوريا، وهذا شأن سوري خاص لا دخل لنا به، لكن علينا أن نعتنى بأمننا، وهذا بالضبط ما نقوم به”.
وأوضح ليبرمان، في مقابلة إذاعية لقناة “راديوس 100 إف إم”، الخميس: “إننا لا نسعى إلى مغامرة عسكرية، ولكننا عازمون على منع أعدائنا من ضرب، أو حتى خلق محاولة لضرب وتهديد أمن مواطني إسرائيل”.
ولفت ليبرمان، الذي يتولى أيضا رئاسة حزب “بيتنا إسرائيل” اليميني المتطرف، إلى “الخطوط الحمراء” الإسرائيلية، مؤكدا: “سنفعل كل ما بوسعنا كي نمنع إقامة ممر شيعي من إيران إلى سوريا!”.
وأشار ليبرمان إلى أن “إسرائيل تأخذ في الحسبان جميع الاحتمالات والفرص في الشرق الأوسط، وللأسف، كل شيء قابل للحدوث، ولذا فإن إسرائيل على أهبة الاستعداد لكل سيناريو”.
إسرائيل سترد على استمرار عملية تسليح “حزب الله”
من جهته، أعلن الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفيلن، خلال لقائه المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الخميس في برلين، أن إسرائيل سترد على استمرار عملية تسليح “حزب الله” اللبناني.
وانتقد ريفيلن، خلال المحادثات، حسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، ما وصفته بـ”تأثير نشاط حزب الله تحت الرعاية الإيرانية في لبنان”، قائلاً إن هذا الحزب “يشكل خطراً على السكان المحليين وينتهك باستمرار قرارات مجلس الأمن الدولي”.
وأضاف الرئيس الإسرائيلي: “استمرار عملية تزويد حزب الله بالأسلحة المحدثة سيجبر إسرائيل على الرد”.
كما شدد ريفيلن على أن إيران تشكل العامل الأكبر الذي يزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، معتبرا أن سلطات طهران تنتهج عمدا مثل هذه السياسات.
موقع إيراني لتطوير الأسلحة الكيماوية في مصياف
وكانت قوات الأسد قد أكدت في وقت سابق من صباح اليوم الخميس، مقتل عنصرين ووقوع خسائر مادية، جراء غارات إسرائيلية على موقع عسكري بالقرب من مدينة مصياف.
وأوضحت قوات الأسد في بيان لها، أنّ “الطائرة الإسرائيلية أطلقت عدة صواريخ، عند الساعة 2.42 فجرا بالتوقيت المحلي من الأجواء اللبنانية، على موقع عسكري، قرب مدينة مصياف، في ريف حماة الغربي، ما أدى إلى مقتل عنصرين اثنين، ووقوع خسائر مادية”.
مصادر ميدانية في المنطقة أشارت إلى أن 4 طائرات حربية إسرائيلية شاركت في تنفيذ الغارة التي تعد الأولى من هذا القبيل منذ بدء سريان الهدنة في جنوب سوريا في تموز الماضي.
وأوضحت المصادر أن القصف الإسرائيلي طال “معسكر الطلائع” الذي تستخدمه قوات النظام وميليشيات إيران كموقع عسكري، إضافة إلى مستودع صواريخ ومركز للبحوث العلمية.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد أكدت في وقت سابق أن طائرات إسرائيلية هاجمت فجر اليوم الخميس “منشأة عسكرية لتطوير الأسلحة الكيماوية قريبة من مدينة مصياف غربي سوريا”.
كلمة السر .. التمدد الإيراني
وتأتي الغارة الإسرائيلية مع ارتفاع وتيرة التحذيرات الإسرائيلية من تعاظم التمدد الإيراني في سوريا، حيث هدد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، مؤخراً بقصف قصر بشار الأسد في دمشق في حال استمرار طهران بتعزيز نفوذها في البلاد.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد مؤخراً خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، أن التمدد الإيراني في سوريا يمثل خطراً إقليمياً وعالمياً، مشيراً إلى أن الميليشيات الإيرانية تملأ الفراغ الذي يحدثه تنظيم داعش في المنطقة.
كما أبلغ نتنياهو الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في لقائهما في العاصمة الفرنسية مؤخراً، أن تل أبيب تعارض بالكامل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، بينما نقلت الصحف الإسرائيلية حينها عن مسؤول إسرائيلي، لم تحدد هويته، قوله إن “إسرائيل على دراية بالنوايا الإيرانية لتوسيع الوجود الإيراني في سوريا”.
يشار أن نتنياهو كشف قبل نحو أسبوعين أن إيران تبني مواقع لإنتاج صواريخ موجهة بدقة في سوريا ولبنان، بهدف استخدامها ضد إسرائيل.
أورينت نت