تستخدم الدول هذا النمط من الحروب أو الضربات الاستباقية بينها لكي توصل رسائل لبعضها البعض، ولكن عبر وكلاء أو في أرضٍ أخرى بعيدةٍ عن أرض البلد الخصم.
في تقريرٍ لها ذكرت قناة العربية ان إيران تستخدم الفصائل المرتبطة بها في العراق لضرب بعض الأهداف الأميركية هناك، وأمثلة ذلك كثيرةٌ منها الهجوم على مطار أربيل والهجوم على القاعدة الأمريكية في منطقة بلد وكذلك استهداف السفارة الأميركية أكثر من مرة بصواريخ الكاتيوشا، وكذلك استهدفت العديد من القواعد الأمريكية على التراب العراقي.
تُتابع القناة رغم أن كل تلك الضربات لم تكن موجعةً، لكن قوتها تبرز من خلال تحدي إيران للولايات المتحدة وكذلك تشكّل ردّاً إيراني طويل الأمد وغير مباشرٍ على مقتل اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني.
الرد الأمريكي جاء في سوريا قبل أيامٍ عندما استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية قواعد عسكرية إيرانية في البوكمال على الحدود السورية التركية وكانت ضربة موجعةً، وتعدّ الأولى في عهد الرئيس الامريكي الجديد بايدن والجميع رأى مدى قوة تلك الضربات من خلال نقل الوكالات والمحطات التلفزيونية للصور.
ولكن ما هي أسباب هذه الضربات يقول المحللون أنها رسالة واضحة من قبل الإدارة الأمريكية أن لا تهاون بعد اليوم مع إيران وأن إسرائيل لن تكون الوحيدة التي تضرب المصالح الإيرانية في سوريا .
فقد قال المحلل السياسي “ديفيد كورفن ” لقناة العربية إن بايدن يريد أن يقول أنه ليس أوباما آخر فأوباما كان يتردّد جداً في استخدام القوة العسكرية ”
ولعل الهدف الأساسي للولايات المتحدة من هذه الضربات هو الردع ومنع إيران ومليشياتها من التمادي في اختبار صبر الولايات المتحدة وهذا ما قاله وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حيث صرح “أنا من أوصيت الإدارة بهذه الضربة في سوريا وكما قلت مراراً سنرد في الوقت والمكان المناسب”
وقد قال المحلل السياسي “كورفن ” أيضا إن أحد أسباب الضرب في سوريا كان عدم إحراج الحكومة العراقية، والابتعاد عن العراق فالحكومة العراقية التي ترتبط بشكلٍ وثيقٍ بإيران قد تقع في مشاكل كبيرةٍ في حال استمر الرد الأمريكي من داخل العراق. لذا فالولايات المتحدة لا تريد استفزازها أكثر.
يبقى البحث في هذا الموضوع أمرٌ شائكٌ ويحتاج الاستفاضة أكثر للوصول إلى نتائج دقيقةٍ وحاسمةٍ فيما يخص الحرب بالوكالة بين أميركا وإيران ولكن تبقى تلك الأنواع من الحروب هي لإيصال رسائل تجنباً لاندلاع الصراع الشامل التي يتفاداها الجميع .
المركز الصحفي السوري
ضياء عسود
عين على الواقع