أصدر مجلس محافظة ادلب بياناً أعلن فيه مدينة إدلب منكوبة بعد تعرضها لأكثر من 20 غارة جوية من الطيران الحربي الروسي، استهدف من خلالها البنى التحتية في المدينة بأكثر من 38 صاروخاً فراغياً وقنابل عنقودية، مخلفاً مجزرة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
ومما جاء في البيان: «إننا في مجلس محافظة ادلب نعلن محافظة ادلب محافظة منكوبة بعد استهدافها بعشرات الغارات»، كما حمل مجلس المحافظة في بيانه «المجتمع الدولي ما يحصل في محافظة إدلب ليقف أمام مسؤولياته تجاه المدنيين العزل»، حسبما ورد في البيان.
تلا هذا البيان بيان صحافي آخر صادر عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة جاء فيه: «يعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، سائر مناطق محافظة إدلب مناطق منكوبة مطالباً أجهزة الحكومة السورية المؤقتة والهيئات والمؤسسات المعنية كافة ، المدنية والعسكرية، بالاستنفار وبذل الجهود كافة لتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين».
كما ذكر الائتلاف الوطني بمسؤولية الهيئات الأممية وسائر المنظمات الإنسانية والدول الداعمة للشعب السوري تجاه المدنيين.
صدرت هذه البيانات بعد تعرض المنطقة لحملة استهدفت فيها المناطق المدنية والمشافي والمساجد والمخيمات الخاصة باللاجئين، من قبل سلاح الجو الروسي، وأدت هذه الحملة حتى الآن إلى سقوط 54 قتيلاً بينهم 11 طفلاً وأكثر من 300 جريح، وتدمير أربعة مرافق صحية بالإضافة لمحطة كهرباء ومدرسة ومسجدين.
كما طالب الائتلاف الوطني الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي بإدانة العدوان الروسي وجرائم النظام، وممارسة كل الضغط الممكن على النظام وحلفائه من أجل وقف العدوان على إدلب وجميع أنحاء سورية، بما ينسجم مع قرارات مجلس الأمن، ويمهد لانتقال سياسي يحقق ما أقره بيان جنيف 1 حسب ما اورده البيان.
محمد خضير ناشط اعلامي وأحد عناصر الدفاع المدني قال لـ «القدس العربي»: بعد أن كانت مدينة إدلب تغص بالنازحين من كل قرى وبلدات ادلب وريفي حماه وحلب، واستقبلت اكثر من اربعة الاف عائلة نازحة، اصبحت هذه المدينة خاوية على عروشها تقريباً بسبب الهجمات الروسية عليها، إذ تشهد حركة نزوح كبير جداً.
ويتابع محمد: «كما كانت تحوي هذه المدينة نازحين من بلدة مضايا الدمشقية هربوا من الموت جوعاً إلى الموت، كما حصل مع محمد خالد سليمان من ابناء بلدة مضايا الذي غادر بلدته حسب اتفاق الهدنة الموقع عليها بين إيران والمعارضة ايلول 2015 الفوعة وكفريا مقابل مضايا والزبداني، لكنه قتل هو وزوجته بالقصف الذي استهدف مدينة إدلب مساء الاثنين، بالاضافة إلى نزوح العشرات ممن وصلوا إلى ادلب من مضايا والزبداني، وحي الوعر، والذين استقروا فيها إلى ان بدأت الحملة على هذه المدينة قبل يومين».
يؤكد ناشطون بأن عشرات الآلاف من النازحين من مدينة ادلب يعيشون الآن ظروفاً انسانية صعبة، فمنهم من يفترش الارض في الاراضي الزراعية وهم بأمس الحاجة إلى مساعدات عاجلة وضرورية، ومنهم من فر إلى مخيمات اللـجوء عـلى الحـدود السـورية التركيـة.
القدس العربي