عشية التصويت على بقاء بريطانيا أو خروجها من الاتحاد الأوروبي شحذ كل معسكر سكاكينه وحشد كل جهوده لإقناع الرأي العام البريطاني بموقفه. وحذر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من تحول بلاده إن خرجت من الإتحاد الأوروبي إلى بلد ضيق النظرة معزول ولا يهتم إلا بنفسه.
وجاءت تصريحات كاميرون في ضوء توقعات بنتائج متقاربة حسب استطلاعات الرأي وكان آخرها استطلاع نشرت نتائجه صحيفة «الفايننشال تايمز» وأعطى معسكر الخروج نقطة واحدة على حساب معسكر البقاء 45/44 وفي مناظرة عامة نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في ميدان ويمبلي الرياضي وحضرها ستة آلاف شخص وشارك فيها عمدة لندن الجديد صادق خان في معسكر الداعين للبقاء وعمدة لندن السابق بوريس جونسون في معسكر الخروج، هاجم خان الأخير واتهمه بالكذب بشأن دخول تركيا للاتحاد الأوروبي وتدفق ملايين الأتراك على أوروبا. فيما أعلن جونسون في نهاية المناظرة أن يوم الخميس، سيكون بمثابة يوم استقلال بريطانيا عن أوروبا.
وكانت النقطة الرئيسية في النقاش تتعلق بالمهاجرين الذين ظلوا حاضرين في نقاش المعسكرين. وألقى الموضوع بظلاله على حملات الطرفين حيث اتهم معسكر جونسون بإثارة الكراهية والتحيز فيما اتهم معسكر رئيس الوزراء باستخدام ورقة التخويف إن خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
دول تعدد ديني وعرقي
وفي مقابلته مع «الغارديان» قال كاميرون «آمنت دائماً بضرورة مناقشة موضوع الهجرة، ولكنني أؤمن بضرورة التعامل مع هذا الموضوع بطريقة حذرة». وأضاف «نحن نتحدث عن بلد فيه الكثير من السكان الذين فروا من الاضطهاد وأسهموا بشكل كبير في خير بلدنا، ولهذا فالموضوع يحتاج إلى عناية كبيرة».
ووصف كاميرون بريطانيا بأنها من أكثر البلدان الناجحة المتعددة الأعراق والأديان وتمنح فرصة للديمقراطية ليست متاحة في اي مكان على وجه البسيطة. ومن هنا فالتصويت للبقاء في أوروبا سيرسل رسالة واضحة بأننا نرفض فكرة بريطانيا المعزولة والضيقة والمهتمة بنفسها».
وانتقد كاميرون تحديداً نايجل فاراج، زعيم حزب الاستقلال الذي وقف أمام ملصق يظهر اللاجئين الذين يتدفقون على أوروبا بعنوان «نقطة الإنهيار» معلقاً أن الملصق يعتبر «لحظة» في الحملات على الاستفتاء وانتقد زملاءه في حزب المحافظين من معسكر الخروج خاصة جونسون ووزير العدل مايكل غوف وقال إنهما نسيا الموضوع الإقتصادي وركزا على الهجرة.
وعلق قائلاً «أعتقد أن حملتهم أصبحت ضيقة في اهتماماتها» وانتقد اقتراح انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي والذي قال إنه كذبة.
وعبر عن أمله بالعودة إلى بروكسل مقر الإتحاد الأوروبي بعد يوم الجمعة والدفع نحو الإصلاح وتذكير مسؤولي الاتحاد الأوروبي أن حجم الدعم لمعسكر الخروج ببريطانيا يعني ضرورة العمل.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي قد انضم للساسة الأوروبيين والأمريكيين الذين ناشدواالبريطانيين عدم التصويت لصالح الخروج وقال إن قراراً كهذا يعني «استبدال الاستقلالية بالعزلة والكرامة بالضعف والهوية بإيذاء النفس».
دعم رجال الأعمال
ولقي معسكر كاميرون دفعة من خلال إعلان شركات سيارات مثل جاكوار ولاند روفر دعمها للبقاء في أوروبا إلا أن مدير شركة أستون مارتن، أندي بالمر أخبر موظفيه بأن خروج بريطانيا سيعطي الصادرات البريطانية قدرة على المنافسة.
وفي رسالة وقعت عليها 1258 شركة كبيرة وصغيرة وتوظف 1.75 مليون شخص ونشرتها صحيفة «التايمز» عبر الموقعين عليها عن دعمهم لحملة البقاء، كما نشر حزب المحافظين إعلانا في صحيفة «دايلي تلغراف» الداعمة للخروج وذكر فيه أسماء النواب واللوردات ومسؤولي الحزب الذين يدعمون البقاء داخل الإتحاد الأوروبي.
وانضم عدد من نجوم الفن والكرة لمعسكر كاميرون وعلى رأسهم كابتن الفريق الإنكليزي السابق ديفيد بيكام وزوجته عارضة الأزياء فيكتوريا بالإضافة للممثل إدريس إيلبا والمغني ألتون جون والممثلة كييرا نايتلي وكاتبة سلسلة روايات هاري بوتر، جي كي رولينغ.
أما من دعم من النجوم معسكر جونسون- غوف فمنهم الممثل جون كليز والكاتبة جوان كولينز وغيرهما.
وعلقت صحيفة «التايمز» أن الشركات الكبرى في بريطانيا المسجلة على مؤشر «أف تي أس إي» تدعم حملة البقاء وتعتبر آخر مصادقة من رجال الأعمال حتى هذا الوقت.
ومن الموقعين على الرسالة سير ريتشارد برانسون- فيرجين ومايكل بلومبيرغ، وتاجر العطور جون مالون وسير تشارلس دانستون أحد مؤسسي شركة كارفون ويرهاوس. وعلقت الصحيفة في افتتاحيتها «من الحكمة بمكان الاستماع لنصيحة قادة رجال الأعمال في غرفة محرك الاقتصاد البريطاني والتصويت على البقاء».
تداعيات مقتل جو كوكس
ويعقد الاستفتاء بعد أسبوع من مقتل النائبة العمالية عن باتلي وسبين جو كوكس على يد يميني متطرف. وفي مقابلة مع «بي بي سي» قال زوجها بريندان كوكس إن زوجته قتلت بسبب أفكارها السياسية.
وقال كوكس الذي عمل مستشاراً لرئيس الوزراء السابق غوردون براون ويعمل مديراً تنفيذياً لمنظمة «سيف ذا تشيلدرن» إن زوجته كانت قلقة من نبرة النقاش في حملة الاستفتاء قبل مقتلها. وأضاف أن ما أثار قلقها هي اللغة التي أجبرت الناس على اختيار مواقف متطرفة وبطريقة قبلية.
وقالت في هذا السياق الوزيرة الأولى في حكومة أسكتلندا نيكولا ستيرجن إن مقتل كوكس سيترك تداعياته على التصويت اليوم. واقترحت أن النقاش أصبح وبطريقة مقرفة «ساماً. وقالت إن من يريد التصويت على الخروج أصبح مرتبطا بملصق فاراج.
وأضافت «من الواضح أن لا أحد يعرف إن كان النقاش حول الاستقتاء له علاقة بمقتل جو، و»لكنني أشعر أن النقاش أصبح مسموماً وغير متسامح قليلاً وركز على التخويف من الأجانب بدلاً من النقاش المشروع حول الهجرة، وأشك أن ما جرى سيزيد من هذه المشاعر».
وأشارت ستيرجن إلى أن الطريقة التي تعامل فيها الإعلام مع مقتل جو ربما تجاهل السياسة التي أحاطت بالحادث، مشيرة إلى أن الطريقة كانت ستختلف لو كان القاتل مسلماً «إن معالجة الحادث كان مختلفاً عن هجمات مروعة بطريقة متساوية، وأشعر لو ان الشخص الذي اعتقل كان مسلماً، مثلاً لكانت المعالجة مختلفة».
واتهمت معسكر الخروج بأنه يقوم «باستغلال وتحوير»مخاوف الناس. وقالت «لقد سمحوا لأنفسهم بأن يرتبطوا بهذا الرأي القائل بأن الضغوط على الخدمات العامة هو بسبب المهاجرين. وهؤلاء هم خطأ الاتحاد الأوروبي الحل هو إغلاق الحدود وسحب بوابات الجسر». ولم تستبعد ستيرجن إجراء استفتاء ثان على استقلال سكوتلندا ولكنها لا تريد أن يحدث هذا لأن إنكلترا خرجت من الإتحاد الأوروبي.
كيف سيصوت مسلمو بريطانيا؟
لم تتخذ المؤسسات الممثلة لهم موقفاً مع أو ضد. ففي بيان أصدره المجلس الإسلامي البريطاني «أم سي بي» في شباط/فبراير ترك فيه خيار التصويت للفرد أو الجماعة المنضوية له.
ومنذ فترة تبنى المسلمون استراتيجية التصويت التكتيكي سواء كانت الانتخابات محلية أم عامة، حيث يقرر الناخبون المسلمون دعم المرشح الذي يخدم مصالحهم. ولهذا أصبحت أصواتهم تتوزع على الأحزاب بدلاً من التصويت لحزب العمال مع أن قاعدة الدعم لهذا الحزب لا تزال قوية بينهم.
وحث المجلس في بيان أصدره يوم 20 حزيران/يونيو وجاء فيه «يدعو المجلس الإسلامي البريطاني المسلمين للتصويت وتشجيع بعضهم البعض. وهناك قرار مهم يجب أن نتخذه ومن المهم أيضاً أن يفهم المسلمون النقاش ويصوتوا بناء عليه يوم الخميس». و«في النهاية فالقرار يعود إليك».
وجاء فيه «في بداية الحملات قال المجلس الإسلامي «نعترف بوجود آراء متعددة ونطلب جميعاً بعقد نقاش علمي لا يجعل من الأقليات كبش فداء» و«لسوء الحظ فقد لاحظنا حالات من التحريض على الأجانب والإسلاموفوبيا وعنصرية ونأمل أن لا تكون العناصر التي تقف وراء الإنتصار. وكان يجب شن الحملات بناء على قضايا وليس نشر الذعر وفي هذه الأيام نحث جميع الأطراف الحديث عن القضايا التي تهم الشعب البريطاني».
وفي مقال كتبه المعلق بيتر أوبورون ونشره موقع «ميدل إيست آي» الأسبوع الماضي تساءل فيه لماذا على مسلمي بريطانيا التصويت في الاستفتاء على الاتحاد الأوروبي؟
وقال إنه يشعر بالخوف لطرح هذا السؤال. فهو يعتقد أن السياسة البريطانية استفادت من غياب السياسة التي قامت على الدين وطبقت في بلاد أخرى «ولسوء الحظ فالمسلمون البريطانيون لا خيار أمامهم، فهم بحاجة إلى طرح سؤال فيما إن كان من الأسلم لهم التصويت إلى جانب معسكر البقاء في الاتحاد الأوروبي والذي تسيطرعليه مشاعر متعصبة وكراهية للمسلمين. مشيراً إلى تصريحات رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو حيث قال إن الإسلام «لا مكان له في سلوفاكيا».
ولم يكن فيكو يدعو إلى دولة علمانية بل إلى سلوفاكيا مسيحية وبالضرورة أوروبا مسيحية. وعلق أوبورن قائلاً إن تصريحات فيكو هي تكرار لما جاء في حملته الإنتخابية بداية العام الحالي، وفيها رأى أن «التعددية الثقافية اسطورة» وأنه «يراقب كل مسلم في داخل أراضينا».
ويضيف أن تصريحات فيكو ليست للإستهلاك المحلي ولكنها مهمة لأنه سيتولى رئاسة الإتحاد الأوروبي في الأسابيع المقبلة. وسيقوم في النصف الأخير من عام 2016 بتوجيه مسار الإتحاد الاوروبي والموافقة على التشريعات. وبعبارة أخرى «فمن بداية تموز/يوليو سيكون الرجل الذي يدير الإتحاد الأوروبي ذاك الكاره للإسلام والمتعصب النتن يرغب بمنع المسلمين من أراضيه». وتساءل أوبورون عن صمت القادة الأوروبيين على تصريحات فيكو. وعلق أن الفشل الجماعي لشجب تصريحات فيكو يجعل القادة الأوروبيين الآخرين متواطئين أخلاقياً في عداء المسلمين.
ويشير إلى أن تصريحات فيكو هي عرض لمشكلة أعم تعاني منها أوروبا بشكل يجعل من المنظور العام للمسلمين قاتماً.
فقد زعم الرئيسي التشيكي ميلوش زيمان أن من «المستحيل دمج المسلمين»في دول أوروبا الغربية. ويعارض رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان اللاجئين على أرضية حماية أوروبا المسيحية.
والأمر نفسه يصدق على النمسا التي كاد فيها حزب الحرية أن يفوز بالرئاسة. ومن المتوقع أن تحقق مارين لوبان التي شبهت المسلمين باحتلال النازيين لفرنسا، مكاسب جيدة في الإنتخابات المقبلة. ومن هنا أصبحت معاداة المسلمين مشكلة خبيثة بالقدر نفسه الذي عانت فيه أوروبا من مشكلة العداء للسامية.
وبالعودة إلى موقف المسلمين من الإستفتاء قال أوبورن إن وزير العدل أحد قادة معسكر الخروج من أكثر الأصوات التي تنتقد وتهين المسلمين. ومع أن غوف لم يصل في نقده لمستوى فيكو إلا أنه واحد من مثقفين يعملون مع كاميرون وممن أشرفوا على استراتيجية مكافحة التطرف- بريفنت.
ولأن المواطن البريطاني العادي لا يستطيع انتخاب رؤساء مثل فيكو ولا التصويت على عزله فإن الكثير من المسلمين يؤيدون الخروج من الإتحاد الأوروبي، ومن هؤلاء سيد كمال، مسؤول «أوروبيون محافظون» وعضو البرلمان الأوروبي وكذا نصرت غاني أول نائبة مسلمة عن حزب المحافظين.
ورغم أن الدين يجب أن لا يكون عاملاً مهماً في الخيارات السياسية التي تقتضيها الديمقراطية الحديثة إلا أن المسار القبيح الذي تسير نحوه أوروبا يجعل المسلمين يفكرون كثيراً قبل التصويت يوم غد.
ويضاف للخيارات الصعبة التي يواجهها المسلمون البريطانيون جرى تجيير الحملات سواء مع أو ضد وقولبتها في سياق الحرب ضد الإرهاب والمواجهة مع روسيا.
لا «داعش» أو بوتين
وفي هذا السياق كتب المحرر العسكري في صحيفة «دايلي تلغراف» قائلاً إن الاستفتاء لا علاقة له بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولا بتنظيم «الدولة». وفي رد على تصريحات وزيرالخارجية فيليب هاموند الذي قال إن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تريد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
أما وزير الدفاع مايكل فالون فقد أعلن أن الخروج سيكون «أخباراً سعيدة للرقة» معقل تنظيم «الدولة». ولو فعلا اعتقدت روسيا وتنظيم «الدولة» أن هناك ما يدعو إلى الاحتفال فسيكون سوء تقدير منهما لأن الطائرات البريطانية لن تتوقف عن استهداف معاقل الجهاديين في سوريا حتى بعد إعلان نتائج الاستفتاء الجمعة.
والأمر نفسه يصدق على عمليات حلف الناتو في شرق أوروبا ودول بحر البلطيق حيث لعب الجنود البريطانيون والبوارج الحربية دوراً في ردع بوتين من شن عمليات كتلك التي شنها ضد اوكرانيا.
ويخلص الكاتب إلى أن بريطانيا خارج الإتحاد الأوروبي ستكون قادرة على حماية مصالحها وتلعب دوراً في تقوية حلف الناتو وتشجيع الدول الأوروبية للحفاظ على التحالف الغربي. وفوق كل هذا ستستعيد بريطانيا موقعها كواحدة من الدول العالمية الكبرى.
نصف البلد
وتقف بريطانيا اليوم منقسمة على نفسها بين نصف يؤيد البقاء وآخر يؤيد الخروج.
ولولا سيطرة النبرة العنصرية على تصريحات عدد من قادة البريكسيت إلا أن الدعوة للخروج ليست بالضروة نتاجاً لمواقف معادية للأجانب وصعوداً لليمين المتطرف.
ويرى ديفيد إغناطيوس في صحيفة «واشنطن بوست» إن الإتحاد الأوروبي لا يحظى بشعبية بين البريطانيين كما هو الوضع في أنحاء أخرى من أوروبا. وعادة ما ينظر إليه كمشروع مالي وسياسي تديره نخبة لا تلقي بالاً للرأي العام. ورغم تلاشي القومية وتراجعها إلا أن الكثير من الناس يشعرون برابطة قوية تجاه بلدانهم.
ومع أنه لا يمكن شطب المشاعر القومية لكن هناك حاجة لتحديثها. ومن هنا يمكن لنسخة محدثة من مارغريت (ماغي) تاتشر صناعة المعجزات خاصة أنها لم تكن تحبذ المؤسسة.
فعندما وصلت إلى السلطة عام 1979 كانت بريطانيا لا تزال تعيش نظامها الطبقي- المحافظ الممثل للإرستقراطية والعمال ـ الذين مثلوا اتحادات العمال وعمل الطرفان بشكل مترادف ورفضا الإصلاح.
ورفضت ابنة البقال هذا الوضع القائم وعبرت عن مقتها لإضرابات عمال المناجم في ثمانينات القرن الماضي التي خنع لها الوزراء السابقون من العمال والمحافظين. وقامت بتحرير القطاع المالي وأعادت للندن موقعها الدولي.
وفي السنوات الماضية يقول إغناطيوس كانت بريطانيا في تراجع حيث يعبر كاميرون وهو خريج مدرس إيتون للنخبة ويمثل النخبة القديمة من حزب المحافظين.
ويمثل جيرمي كوربن، زعيم العمال روح النقابات العمالية اليسارية التي تذكر بالماضي. ويشير الكاتب هنا إلى أهم ملمح من ملامح النقاش حول الخروج هو الشباب البريطاني الذي ينظر لنفسه عبر الهوية الأوروبية ونشأ في ظل الإقتصاد المعولم الذي ينتقل فيه الأشخاص من وظيفة لأخرى ومن دولة لثانية.
وحسب استطلاع أجراه مركز استطلاعات «أي سي أم» فإن نسبة 56% من الفئة العمرية ما بين 18 – 34 عاماً ترغب في البقاء فيما رغبت نسبة 34% في الخروج.
وبالمقابل قالت 55% ممثلة لعمر 65 عاماً وما بعده أنها تريد الخروج. وأظهرت استطلاعات أخرى النتيجة نفسها، فكلما كان سن المشارك كبيراً فضل الخروج.
وهذا يثير مخاوف من ارتباط معسكر الخروج بالنخبة المحافظة والقديمة. ويشير الكاتب إلى أزمة الاتحاد الأوروبي والبيروقراطية. وعلى رأسه تقف ألمانيا التي مهما كانت غنية وقوية إلا أنها محظوظة بمستشارتها أنغيلا ميركل، فهي لا تزال تتصرف كأنها ابنة قس لوثري وتبدو عادية. وسئلت مرة عما يميز بلدها أجابت «لا بلد يستطيع صناعة نوافذ لا تدخل الهواء وجميلة» مثل ألمانيا.
وينقل عن مسؤول ألماني قوله إن أوروبا في حالة تغير وأن لا فرق في التصويت على البقاء والخروج فـ «السيناريو الأحسن والأسوأ متقاربان». ويجب على مؤسسات أوروبا التغير أياً كانت نتيجة التصويت البريطاني.
القدس العربي_إبراهيم درويش