ردا على سؤالين لـ «القدس العربي» حول متابعة فرنسا لمؤتمر السلام الذي عقد في باريس للدفع باتجاه تسوية شاملة للصراع الفلسطيني والإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وما إذا كانت فرنسا مقتنعة فعلا بحل الدولتين رغم الحقائق التي تفرض على الأرض بما ينفي ذلك، وما إذا كان مجلس الأمن فكر بزيارة قطاع غزة أسوة بمناطق النزاعات الأخرى من أجل الاطلاع على المأساة الإنسانية هناك، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر، رئيس مجلس الأمن لدورة أكتوبر/ تشرين الأول: «كما تعلم أن هذه مسألة كانت وستبقى أولوية بالنسبة لفرنسا. خلال رئاستنا للمجلس سنخصص جلسة لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط حيث ستعطى الفرصة لجميع الأطراف ليخاطبوا جميع المسائل المتعلقة بهذا الموضوع وسأخاطب الجلسة باسم بلدي فرنسا وأعبر عن موقف بلادي بكل وضوح». واضاف «لا نستطيع أن نجلس على الهامش ولا نعمل شيئا. هذه منطقة يجب أن يتم متابعة العمل فيها. كما أعتقد أن العديد هنا متفقون، بمن في ذلك المصريون، حول الأوضاع الإنسانية في غزة. وأعتقد أن المصالحة الفلسطينية ستسهم في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي». وتابع «وردا على سؤالك أكرر مرة أخرى أن هذه المسألة كانت وستظل أولوية لفرنسا».
جاء ذلك في لقاء السفير مع الصحافة المعتمدة في مقر المنظمة الدولية بمناسبة تسلم فرنسا رئاسة المجلس لشهر تشرين الأول/أكتوبر الحالي. وقال إن فرنسا لديها ثلاث أولويات لهذا الشهر: أمن وسلامة منطقة الساحل في أفريقيا، ومراجعة عمليات السلام بشكل عام والنزاعات في الشرق الأوسط. واستطرد «كما أن تهديد المجموعات الإرهابية أمر يهم فرنسا في منطقة الساحل لكن الإرهاب يشكل تهديدا ليس للمنطقة فحسب بل ولكافة الدول».
وقال إن المجموعة الدولية ملتزمة بتقديم الدعم لدول الساحل الأفريقي لمحاربة الإرهاب. وقال إن القوة التي شكلتها دول الساحل الخمس هي الأسلوب الأمثل ودعم هذه القوة من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة أصبح أمرا ضروريا.
وأعلن السفير الفرنسي أن أعضاء مجلس الأمن سيقومون بزيارة إلى منطقة الساحل تركز على تفعيل القوة المشتركة لمجموعة البلدان الخمس لمنطقة الساحل في الفترة من 19 إلى 23 أكتوبر/ تشرين الأول وتشارك فرنسا في قيادة الزيارة مع إثيوبيا وإيطاليا. وستقوم بعثة مجلس الأمن بزيارة كل من بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا وستكون هناك إحاطة حول الزيارة في وقت متأخر من الشهر.
وأعلن رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر أن اجتماعا على مستوى الوزراء سيعقد في الثلاثين من هذا الشهر حول السلام والأمن في أفريقيا وسيرأس الاجتماع كل من وزير خارجية فرنسا ومسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي حيث سيقدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقريره السنوي حول منطقة الساحل.
وقال السفير الفرنسي إن الأوضاع في الشرق الأوسط بشكل عام تشكل الأولوية الثالثة لفرنسا وخاصة سوريا، حيث سيعقد المجلس خلال رئاسة بلادة ثلاثة اجتماعات حول سوريا، واحد منها حول الأسلحة الكيميائية وتنفيذ القرار 2218 وفي 26 من الشهر سيكون اجتماع حول العملية السلمية وسيقدم ستيفان دي ميستورا تقريرا حول استئناف العملية السياسية في محادثات جنيف، وكذلك حول مناطق تخفيف حدة التوتر المتفق عليها في سوريا. أما في الثلاثين من الشهر فسيعقد لقاء لمجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية في سوريا.
وقال رئيس المجلس لهذا الشهر إنه سيخصص للأوضاع في اليمن لقاء في الثامن عشر بحضور السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كما أن المجلس سيصدر بيانا رئاسيا لتأييد جهود المبعوث الخاص للأمين العام في ليبيا السيد غسان سلامة.
وأعلن السفير الفرنسي أن جلسة مشاورات ستعقد بشأن تنفيذ القرار 1559 (2004) الذي دعا إلى نزع سلاح جميع الميليشيات من الأراضي اللبنانية وتوسيع سيطرة الحكومة والجيش اللبناني على جميع أراضي البلاد. ومن المتوقع أن يتضمن هذا الاجتماع إحاطة من وكيل الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان.
القدس العربي