أظهرت أشرطة مصورة بثها ناشطون موالون للنظام السوري من داخل حي القابون شرق العاصمة دمشق، صوراً لقوات الأسد وهي تقوم بسرقة وتفريغ محتويات منازل الحي والمحال التجارية من الأثاثات والأغراض وتجهيزات المحال والمراكز التجارية، في عملية معروفة باسم «التعفيش» وهي ما اعتاد عليه السوريون بعد كل امتداد جديد لنفوذ قوات النظام السوري، وتوسع رقعة سيطرتها التي تتواصل مع استكمال عمليات التهجير القسري التي تجري برعاية روسية إيرانية، بحق أهالي المناطق المناوئة لحكم النظام السوري.
ووثق ناشطون موالون للنظام عبر اشرطة مصورة ومسربة اطلعت «القدس العربي» عليها، دخول حافلات وسيارات تعود لعناصر من قوات النظام السوري، إلى حي القابون عقب خروج أهالي الحي، وسرقوا الأثاث من المنازل، والبضائع من المحال التجارية، وساقوها إلى أسواق جديدة أنشئت في ظروف الحرب، وتنتعش عقب كل تهجير في محيط دمشق.
وقال عضو المكتب الإعلامي لحي القابون «عدي عودة» في تصريح خاص لـ»القدس العربي»، «بأن عناصر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والقوات الخاصة قد دخلوا الحي بعد سنوات من حصاره، وجردوه من كل شيء، وسرقوا ممتلكات الثوار المهجرين بالكامل، حتى وصلت بهم الأمور إلى قضبان الحديد وخزانات المياه البلاستيكية، والأدوات المهربائية والمعدات ما صغر منها وما كبر».
وأضاف بأن حي القابون بات خالياً تقريباً، إلا من بضع عائلات وعدد من الشيوخ وكبار السن، ممن لا يفوق عددهم الـ 100 نسمة، فاستباحت قوات النظام وشبيحته أملاك الأهالي وأغراضهم، وساقوهم إلى ما يسمى بـ «سوق الحرامية» بالقرب من شارع الثورة، او أسواق حي جرمانا الموالي للنظام، والذي ينتعش بعد كل عملية تهجير بالقرب من العاصمة، مثله مثل باقي الأسواق التي تعرف بـ «أسواق السنة» أو «تشليح السنة» المنتشرة في حي المزة 86 أهم مركز للسوق السوداء في محيط العاصمة، إضاقة إلى «مساكن السومرية» وهي أرض تم الاستيلاء عليها من أراضي مدينة معضمية الشام، دون تعويض أصحاب الأرض، وأنشئت عليها مساكن عسكرية تخدم سرايا الدفاع التي تحولت فيما بعد إلى الفرقة الرابعة.
وأكد مصدر من داخل القابون، فضل حجب هويته في اتصال مع «القدس العربي» ان النظام السوري يقوم حالياً باستملاك بيوت الدمشقيين المهجرين من الحي، وكل من سجيل اسمه لدى النظام قبيل مغادرة كتائب المعارضة القسرية إلى شمال سوريا، وقال: «أضحى القابون منطقة عسكرية بالكامل، وأصبح عبارة عن دشمة يتمركز في بيوتها عشرات الشبيحة، ويتوجب الآن على كل من يملك أوراقاً ثبتوية وسندات ملكية «طابو» بالاعتراض على استملاك منزله خلال شهر رمضان فقط، فيما سيضع النظام يده على جميع ممتلكات الأهالي وكل بيوت الحي ممن فقدوا أوراقهم وثبوتياتهم، بحجة ان هذه العقارات ملك للإرهابيين وستصبح ملك النظام».
وحسب مصادر أهلية فإن استملاك بيوت المهجرين قد بدأ فعلياً في العاصمة دمشق ومحيطها، وخاصة في المناطق التي هجّر أهلها، وتم منع النازحين إلى البلدات المجاورة من العودة إلى بيوتهم، فيما أدخل النظام السوري شبيحته وعناصر الميليشيات العراقية والإيرانية مع عائلتهم اليها، كمدينة داريا في الغوطة الغربية، وحي دمر الذي استملك عناصر الحرس الجمهوي وأفرع الأمن منازله وعقاراته.
القدس العربي