قال وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير، إن بلاده تدرس في الوقت الراهن إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى مدينة حلب، التي تتعرض لقصف النظام السوري والمقاتلات الروسية، عبر ممرات جوية تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الوزير لصحيفة «فيلت أم زونتاغ» الألمانية، الصادرة أمس الأحد، وأشار إلى أنه يعتزم بحث مسألة فتح الممرات المذكورة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، معربًا عن إدانته الشديدة لاستخدام النظام السوري غاز الكلور ضد شعبه.
وقال شتاينماير إن برلين تطالب جميع الأطراف في سوريا باتخاذ التدابير كافة، التي من شأنها حماية المدنيين من البراميل المتفجرة أو القنابل الكيميائية، مؤكّداً أنها حصلت على معلومات جديدة تفيد باستخدام غاز الكلور ضد النساء والرجال والأطفال الأبرياء.
كما أوضح أن بلاده تجري مباحثات مع منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بخصوص إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب، عبر ممرات جوية يتم تحديدها تحت رعاية الأمم المتحدة على غرار مدينة دير الزور.
من جهة أخرى اتهم جيرد مولر وزير التنمية الألماني الاتحاد الأوروبي بالعجز حيال فظائع الحرب الأهلية الدائرة في سورية وطالب ببرنامج طوارئ من قبل التكتل لسوريا وللدول المجاورة لها.
وفي تصريحات لمجلة «فوكوس» الألمانية، قال مولر المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري: «يمكن للاتحاد الأوروبي أن يبرهن على شجاعة الفعل من خلال توفير صندوق أوروبي للاجئين تساهم فيه كل الدول التي استقبلت عدداً قليلاً من اللاجئين وبتعيين مبعوث أوروبي خاص وبإنشاء وكالة أوروبية للاجئين».
وأضاف أن «من المخجل أننا لم نحقق ذلك وعلى المفوضية أن تتحرك في نهاية الأمر». وحث الوزير الألماني على تقديم برنامج طوارئ بقيمة عشرة مليارات يورو للحد من استمرار سوء الوضع بالنسبة للاجئين داخل سوريا وحولها، مشيراً إلى أن المساعدة مطلوبة بشكل ملح ولاسيما في لبنان وشمال العراق والأردن «وإلا فإن الوضع ينذر بالانهيار مع عواقب لا يمكن توقعها بالنسبة لنا».
وأعرب عن «دهشته» حيال عجز الأمم المتحدة والقوى العالمية وأوروبا أمام المعاناة الموجودة في سوريا، قائلاً إن من يتجاهل الوضع الفظيع للمدنيين في مدينة حلب المتنازع عليها يرتكب جريمة «فحلب تبعث بصرخة استغاثة من 300 ألف إنسان يائس إلينا جميعاً تقول: لا تتركونا نموت».
وكانت مجلة دير شبيغل الألمانية قد انتقدت تدهور الأوضاع في حلب وقالت إنه أصبح أسوا نتيجة للتدخل الروسي، وقالت المجلة الألمانية «التدخل العسكري الروسي جعل الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة تتجه إلى الأسوأ. والتدخل الروسي جعل مئات آلاف السوريين في شرق حلب محاصرين من قبل القوات الحكومية. ولا يمكنهم هذه المرة أيضاً تأمل أي تدخل عسكري من جانب الغرب».
فيما انتقدت صحيفة «تاغيس شبيغل» الألمانية رياء العالم أمام ما يحدث في حلب، حيث نشرت على صفحاتها انتقادات لمجلس الأمن الدولي، وقالت الصحيفة الألمانية «يضم مجلس الأمن الدولي خمسة أعضاء دائمين، من ضمنهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا، وهم مشاركون بصورة غير مباشرة في الحرب الدائرة في سوريا. وتقوم طائراتهم بقصف المدن ومواقع تنظيم «الدولة ـ داعش» وهو الطرف الثاني في الحرب.
وحتى الاتحاد الأوروبي، وفرنسا وبريطانيا من أعضائه، يؤيد دعوات الأمم المتحدة، إلا أن حجم الرياء أصبح لا يمكن تحمله، وخاصة عندما تعمل دول ذات قوة عسكرية على تدمير دولة وجعلها تحت الأنقاض، وفي الوقت نفسه يطالب دبلوماسيوها في نيويورك بوقف إطلاق النار».
القدس العربي – علاء جمعة