تبدأ في الرياض غدا اجتماعات القمة العربية اللاتينية الرابعة التي تستضيفها السعودية وتستمر يومين ويشارك فيها قادة 12 دولة لاتينية و22 دولة عربية.
وتعقد هذه القمة اعمالها وسط توافقات سياسية على القضايا السياسية المطروحة على جدول أعمالها ومعظمها قضايا تتعلق بالأوضاع العربية الراهنة، ووسط اجواء من الرغبات المشتركة بين دول المجموعتين العربية واللاتينية لتعزيز علاقات التعاون المشترك لاسيما الاقتصادية منها، في ظل ارتياح عربي لمواقف دول أمريكا الجنوبية المؤيدة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي شهدت مواقف دعم سياسي قوية من هذه الدول التي كان من أهمها الاعتراف بدولة فلسطين وتأييد مواقفها في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتوتر علاقات هذه الدول مع اسرائيل بسبب الاعتداءات العدوانية على الشعب الفلسطيني.
وتكمن اهمية هذه القمة باللقاءات الجانبية الثنائية وغير الثنائية التي ستعقد بين بعض القادة العرب على هامش القمة. ومن المتوقع ان يشارك بها بعض القادة العرب مثل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وبعض قادة دول مجلس التعاون الخليجي (البحرين وقطر ونائب رئيس الامارات)، ورؤساء العراق وفلسطين والسودان وتونس وجيبوتي ومصر وغيرهم.
وعملت اللجان التحضيرية على إعداد أوراق جدول أعمال القمة التي اجتمعت على شكل كبار الموظفين يومي أمس وأمس الأول متجنبة الدخول في تفاصيل القضايا ذات الإهتمام المشترك تجنبا لإثارة أي تعارضات أو خلافات لاسيما بشأن الأزمة السورية حيث يلاحظ ان مشروع البيان السياسي لهذه القمة أكد على الموقف المبدأي من الأزمة السورية الذي لا يعارضه المعارضون للنظام السوري أو المتعاطفون معه وهو «التزام الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بسيادة واستقلال سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها والالتزام بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة في سوريا”.
ومن المقرر ان تبدأ اليوم اجتماعات وزارية ـ على مستوى وزراء الخارجية ـ لمراجعة قرارات القمة والاتفاق على صيغها النهائية لرفعها للقادة الـ34 لاقرارها والمصادقة عليها خلال جلستي عمل ستعقدان مساء يوم غد وصباح بعد غد الاربعاء.
وسيفتتح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أعمال القمة بجلسة افتتاحية تعقد مساء غد الثلاثاء وسينهيها بجلسة ختامية تعقد ظهر بعد غد.
وسيعقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعا على هامش القمة العربية قبل ظهر يوم غد لمناقشة قضايا الوضع العربي الراهن والموقف العربي الموحد في القمة العربية اللاتينية.
ومن المقرر أن تناقش القمة الرابعة موضوعات ذات صلة بتعزيز التعاون بين الدول العربية واللاتينية، إضافة إلى بحث قضايا إقليمية ودولية مثل القضية الفلسطينية ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والإرهاب وإنشاء قوة عسكرية عربية والوضع في سوريا وفي ليبيا وفي اليمن وتطورات المؤتمر التاسع لمراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي، والدورة العشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والمقدمة من جانب بيرو، كما تبحث آلية للتعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة، وذلك لتحقيق التنمية الدائمة في تلك البلدان.
ويستند هذا الترابط الدولي على جذور مشتركة وقيم موحدة. وتعد قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بمثابة منتدى للتنسيق السياسي بين الدول العربية ودول القارة الأمريكية الجنوبية، كما أنها تعتبر تجمّعاً دولياً مهماً يوفر آلية لبحث سبل التعاون والتنسيق العربي ـ اللاتيني في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة وغيرها من القطاعات المتعلقة بالتنمية المستدامة والمساهمة في تحقيق السلام العالمي.
وتتكون القمة العربية الجنوبية من 34 دولة (12 دولة من أمريكا الجنوبية، وهي: الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وشيلي وكولومبيا والإكوادور وجويانا وباراغواي وبيرو وسورينام وأوروغواي وفنزويلا)، و22 دولة عربية (وهي: الجزائر والبحرين وجزر القمر ومصر والإمارات والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب وعمان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وسوريا وتونس واليمن وجيبوتي)، إضافة إلى مشاركة كل من جامعة الدول العربية واتحاد دول أمريكا الجنوبية.
وتعقد القمة كل ثلاثة أعوام، ويشارك فيها رؤساء الدول والحكومات. يذكر أنه تم عُقد ثلاث قمم حتى الآن، الأولى في برازيليا في 10 و 11 مايو/أيار 2005، والثانية في الدوحة في 31 مارس/اذار 2009، والثالثة في ليما في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2012، والتي أتسمت بأنها أول قمة تُعقد بين ممثلي الدول العربية ودول القارة الأمريكية الجنوبية في أعقاب ماعرف بثورات الربيع العربي.
من سلمان النمر – لقدس العربي