أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أمس الثلاثاء في خطاب ألقاه أمام مجلس الشعب الجديد للمرة الأولى منذ انتخابه، رفض دمشق لأي حلول خارج ورقة المبادئ التي طرحتها في مفاوضات جنيف غير المباشرة مع المعارضة.
وقال الأسد الذي استقبله أعضاء المجلس بالتصفيق وعلى وقع هتافات «بالروح بالدم نفديك يا بشار»، «لقد طرحنا منذ بداية جنيف 3 ورقة كمبادئ تشكل اساسا للمحادثات مع الأطراف الأخرى»، مؤكدا أن «أي طرح خارجها لن نوافق عليه بكل بساطة».
وتتضمن المبادئ، وفق الأسد، «سيادة سوريا ووحدتها ورفض التدخل الخارجي ونبذ الإرهاب ودعم المصالحة، والحفاظ على المؤسسات، ورفع الحصار وإعادة الإعمار، وضبط الحدود والتنوع الثقافي وحرية المواطنين واستقلال القضاء وغيرها من المبادئ».
واضاف «بناء على الاتفاق حول المبادئ التي طرحتها سوريا يمكن الانتقال الى مناقشة مواضيع أخرى كحكومة وحدة وطنية التي بدورها ستقوم بالعمل على إعداد دستور جديد عبر لجنة دستورية مختصة وإقراره عبر الاستفتاء ثم يتم إجراء انتخابات برلمانية».
واعتبر الأسد في كلمته ان «المحادثات الفعلية لم تبدأ بعد»، وما جرى هو لقاءات بين الوفد السوري والوسيط الدولي ستافان دي ميستورا.
وقال «لم نر أطرافا أخرى كنا نتفاوض إما مع أنفسنا او مع الميسر وفريق الميسر، هم ليسوا طرفا»، مضيفا «حين نقول الأطراف الأخرى فهي لضرورة الشعر ولكن لا توجد أطراف أخرى»، في إشارة إلى ممثلي المعارضة.
وشدد على أن «أي عملية سياسية لا تبدأ وتستمر وتتوازى وتنتهي بالقضاء على الإرهاب لا معنى لها ولا نتائج مرجوة منها».
واعتبر الأسد أن «الشعب السوري فاجأ العالم مرة أخرى بمشاركته غير المسبوقة في انتخابات مجلس الشعب واختيار ممثليه»، مضيفا أن «حجم الناخبين غير المسبوق كان رسالة واضحة للعالم بأنه كلما ازدادت الضغوط تمسك الشعب بسيادته أكثر».
وقال إن المشكلة الوحيدة في الهدنة «أنها تمت بتوافق دولي وبموافقتنا كدولة.. لكن الطرف الأمريكي لم يلتزم بشروطها».
ودعا الأسد كل من «حمل السلاح الى ان ينضم لمسيرة المصالحات» مؤكدا ان «الدولة بمؤسساتها هي الأم لكل ابنائها السوريين عندما يقررون العودة إليها».
وقال «أؤكد لكم أن حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب.. هم من فرض الحرب علينا. لكن سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد ومهما ألبس من أقنعة».
وتعهد الأسد باستعادة «كل شبر من سوريا» وقال إن حلب ستكون «المقبرة التي ستدفن فيها آمال وأحلام السفاح»، في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أحد الداعمين الرئيسيين لجماعات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالأسد.
جاء ذلك فيما قال مسؤولون في الأمم المتحدة أمس الثلاثاء إن المنظمة الدولية ما زالت بانتظار موافقة الحكومة السورية على دخول قافلة مساعدات إلى بلدة داريا المحاصرة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي في مؤتمر صحافي في جنيف»منع المساعدات قضية سياسية». وأضاف «تبعد داريا 12 كيلومترا عن دمشق وبالتالي فإن التنفيذ ممكن لكننا بحاجة إلى موافقة سياسية من الحكومة».
وقال ينس لايركي المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الحكومة أعطت في وقت لاحق موافقة جزئية على قافلة المساعدات الغذائية.
وأضاف «هذا ليس كافيا… سنرجع إلى الحكومة».
وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي إنه ما من أحد جائع في داريا التي قالت إنها تنتج الفول والبازلاء والمواد الغذائية والتوت البري لسوريا كلها.
القدس العربي