قال دبلوماسي كبير في حلف شمال الأطلسي أمس الأربعاء نقلا عن معلومات لأجهزة مخابرات غربية إن السفن الحربية الروسية قبالة ساحل النرويج تحمل قاذفات مقاتلة من المرجح استخدامها لتعزيز هجوم نهائي على شرق حلب المحاصر في سوريا خلال أسبوعين.
وقال الدبلوماسي، مشترطا عدم الكشف عن اسمه، «ينشرون كل أسطول الشمال وجزءا كبيرا من أسطول البلطيق في أكبر انتشار بحري منذ نهاية الحرب الباردة».
وأضاف «هذه ليست زيارة ودية. فخلال أسبوعين سنرى تصعيدا في الهجمات الجوية على حلب في إطار استراتيجية روسيا لإعلان النصر هناك».
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية بينهما على انسحاب مقاتلي «جبهة فتح الشام» من حلب.
أضاف إردوغان في كلمته أمام نحو 400 من ممثلي المناطق والأحياء التركية «مخاتير» الأربعاء في أنقرة: «أعطينا أصدقاءنا الأوامر الضرورية بهذا الشأن» دون أن يتطرق لتفاصيل.
ورأى إردوغان أن انسحاب «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة) سابقا والتي كانت لفترة طويلة محسوبة على شبكة القاعدة الإرهابية، «سيحقق السلام للسكان في حلب».
كما حذر إردوغان من حدوث حركة نزوح جديدة إذا لم توقف المعارك في حلب وقال: «إذا حدث نزوح في حلب، لا قدر الله، فإن مليون شخص على الأقل سيأتون إلى تركيا، لا تؤاخذونني، ولكننا لا نستطيع دفع هذا الثمن».
وقال إردوغان إن هدف تركيا في سوريا هو إقامة منطقة آمنة بمساحة 5000 كيلو متر مربع «نظيفة من الإرهاب» وإن تركيا «ستطهر في سبيل هذا الهدف كلا من مدينة الباب ومِنبج من جميع المنظمات الإرهابية».
وفي جنيف، بحث عسكريون روس وأمريكيون وسعوديون وقطريون وأتراك أمس في سبل تحديد مواقع الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام وفصلها عن «جبهة فتح الشام».
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اعتبر أن وقف الغارات الجوية على حلب قد يساعد في نجاح محادثات تتمحور حول «الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين» في المدينة.
ويعد الفصل بين الجماعات الجهادية والفصائل المقاتلة من النقاط الأكثر تعقيدا في المفاوضات الروسية الأمريكية حول سوريا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا انتونوفا أمس الأربعاء «في كل مرة يقول الأمريكيون إنه من المستحيل تحقيق هذا الفصل دون وقف لإطلاق النار»، مضيفة «الشرط الذي تم طرحه، خصوصا من زملائنا الأمريكيين، تم تحقيقه الآن»، في إشارة إلى وقف الغارات الجوية والهدنة الإنسانية في حلب.
وتقدر الأمم المتحدة بـ900 عدد عناصر «جبهة فتح الشام» في شرق حلب، في وقت يقدر المرصد السوري العدد بـ 400 من أصل نحو 15 الف مقاتل معارض.
وقال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف في جلسة غير علنية لمجلس الشورى في طهران إن الظروف السياسية لإجراء استفتاء في سوريا تتم تهيئتها حالياً.
ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن الوزير ظريف قوله إن الجلسة غير العلنية لمجلس الشورى الإيراني تناولت صباح أمس آخر المستجدات الإقليمية وتطورات الشأن السوري في اجتماع لوزان الأخير.
وأوضح ظريف في تقريره عن جلسة لوزان إن الظروف السياسية الحالية تتم تهيئتها لإجراء استفتاء في سوريا، مضيفاً أن الأطراف الأخرى كانت ترى سابقاً أن الحل الوحيد في إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد فيما تعمل اليوم على إجراء استفتاء.
وشرح ظريف الظروف التي وافقت عليها إيران لحضور الاجتماع، منوهاً إلى أنها اشترطت حضورا دوليا متوازنا في لوزان وألا يقتصر على قطر وتركيا والسعودية. وأكد ظريف أن الطرف الآخر وافق على شروط إيران حيث انضم العراق ومصر للاجتماع. الجدير بالذكر أن إيران لم تشارك أمس في اجتماع جنيف. وقال دبلوماسي غربي إن مسؤولين من قوى إقليمية مثل السعودية وقطر انضموا للمحادثات لكن لم تشارك إيران الحليف المقرب من سوريا التي لم توجه لها الدعوة. ولم تحضر المحادثات أيضا الأطراف السورية المتحاربة.
القدس العربي