في تناقض تام مع السياسة العلنية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي أعلن دعمه للمستوطنات، وكذلك موقف مرشحه لحقيبة الزراعة الذي أعلن عزمه زيارة المستوطنات، قالت المرشحة لمنصب السفير في الأمم المتحدة نيكي هيلي إن المستوطنات قد تكون عقبة في طريق السلام، ولكنها لا ترى في الأمم المتحدة منبرا لمناقشة الأزمة، وإنها تؤيد حل الدولتين وكذلك نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
من جانبه وفي مقابلة مع صحيفة «إسرائيل هايوم» اليمينية، أكد الرئيس ترامب الذي ينصب رئيسا في وقت لاحق اليوم، أنه لم ولن ينسى وعده لإسرائيل بنقل السفارة إلى القدس، وأنه سيباشر العمل لتعزيز العلاقات معها فور توليه المنصب.
وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية أن تبدأ إجراءات نقل السفارة الأسبوع المقبل، حسب تقارير، بعد أن قام فريق بمعاينة مبنى تمتلكه السفارة الأمريكية في القدس. ونقلت القناة السابعة العبرية على لسان أحد المسؤولين في اللوبي الصهيوني الأمريكي والمالكين لصحيفة «اسرائيل هايوم» عن ترامب القول بعد هبوط طائرته في واشنطن «هل ما زلت عند وعدك بنقل السفارة؟ فرد ترامب بالقول: بالطبع أتذكر ما قلت لكم عن القدس. وبطبيعة الحال أنا لم ولن أنسى الموضوع وأنا معروف عني أنني لست الشخص الذي يخلف وعوده». وأضاف: «لا أستطيع الانتظار لبدء العمل مع إسرائيل في نهاية الأسبوع حيث ستبدأ علاقتنا رسميا وسأعمل على تعزيزها بشكل غير مسبوق».
تأتي هذه التصريحات بينما هبت الضفة الغربية أمس في صوت رجل واحد وموقف واحد تعلن رفضها لأي خطوات أمريكية لنقل السفارة. وخرج الفلسطينيون بالآلاف في نابلس ورام الله والخليل وغيرها من المدن إلى الشوارع، منددين بالقرار ومرددين هتافات تؤكد فلسطينية القدس عاصمة الدولة المستقلة.
وتحدث في تظاهرة نابلس محمود العالول، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نيابة عن الفصائل الفلسطينية كافة، معتبراً أن الاحتلال ينفذ يومياً جرائم كثيرة بحق الشعب الفلسطيني، يضاف إليها ما ينوي الإقدام عليه الرئيس ترامب بنقل السفارة، وهذا يعني اغتيال جميع المعاهدات وضرب أي أمل لإقامة الدولة الفلسطينية وتكريسا للاحتلال. وأضاف أن الشعب الفلسطيني جاهز لأي تضحية من أجل القدس وتراب فلسطين ولا يمكن أن يسمح بهذه الخطوة.
وقال موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إن الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت مؤخرا، في العاصمة الروسية موسكو، حذرت من نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. والتقى الوفد خلال الزيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في لقاء وصفته الفصائل بـ»المهم جدا».
ودعا مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، خطباء المساجد، والمرجعيات الدينية في العالم أجمع للتركيز على مدينة القدس في خطبهم اليوم. وقال في تصريح: « ندعو إلى التعبير عن الاحتجاج على توجهات الرئيس الأمريكي لنقل السفارة إلى القدس، والتحذير من عواقب هذه الخطوة المنتهكة لحق العرب والمسلمين فيها».
وناشد العالمين العربي والإسلامي، خاصة منظمة التعاون الإسلامي ودول الجامعة العربية، التحرك العاجل في المجالات السياسية والدبلوماسية والقانونية والشعبية جميعها قبل فوات الأوان».
وقال مجلس الإفتاء الأعلى في بيانه: «القدس ودرتها المسجد الأقصى المبارك يرتبطان بعقيدة المسلمين وشريعتهم، وأن أي خطوة للمس بهما تمس بعقيدة المسلمين، وستجر المنطقة برمتها إلى عداء ديني لا يحمد عقباه». وأضاف:» كما أنه استخفاف بالمؤسسات الدولية وقراراتها»، مؤكداً على أن الفلسطينيين «سيبذلون الغالي والنفيس دفاعاً عن مدينتهم المقدسة ومسجدهم المبارك».
القدس العربي