تمر اليوم مناسبةٌ عالمية تعتني بالأطفال وهي اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء إلا أنّه ورغم تلك التضامنات لا يزال آلاف الأطفال السوريين ضحايا الحرب منذ 11 عاماً، يعانون من التسرب الدراسي والعمالة ونقص الرعاية الصحية والغذائية وغيرها.
“محمد” طفلٌ في الخامسة عشرة من عمره، بريء الملامح ولطيف الطباع، وعلى وجهه الشاحب تكمن قصص وروايات عن الياسمين الدمشقي الملوث ببارود القذائف، وبعد نزوحه مع عائلته من ريف دمشق اضطر للسكن في المخيمات والعمل لمساعدة والده على تكاليف الحياة والمعيشة اليومية.
يقول محمد بابتسامة خجولة “كنت في المدرسة قبل سنوات، لكن هناك في ريف دمشق حيث كانت ظروفنا الاقتصادية أفضل مما هي عليه اليوم، ولكن مع نزوحنا والهجرة القسرية اضطررت لترك المدرسة والبحث عن عمل لإسعاد والدي كوني أكبر أطفاله الستة”
يخرج محمد للعمل باكراً في محل لصيانة الدراجات النارية في منطقة أطمة شمالي سوريا، وعلى تلك الحال لا يزال أكثر من عامين حتى أصبح صاحب مهنة ماهر رغم صغر سنه، ويفتخر بذلك والده ومعلمه أيضاً، لكنه رغم ذلك يخبئ في عينيه الكثير من الحزن.
يكمل محمد “أنا أعمل في هذه الورشة أكثر من عشر ساعات يومياً، ومع تلك الساعات الطويلة أصبحت مسؤولاً عن الورشة ويعتمد صاحبها على مهاراتي ووجودي في المحل، ووالدي يخبرني دوماً أنني أصبحت رجلاً ويمكن الاعتماد عليَّ وأنني كنت عند حسن ظنه”
طفلٌ كمحمد لابد أن يكون في مدرسته هذه الأوقات يحضر نفسه لشهادة التعليم الأساسي، لكنه يقول أنه اكتفى بتعلم القراءة والكتابة، وأنّ الأمر خارج عن إرادته تماماً.
“لقد كنت مجتهداً في دراستي خلال السنوات الدراسية التي تعلمتها، وكنت أحب المدرسة والمعلمين فيها كثيراً ، لكنني اليوم تيقّنت أنني لن أعود لها أبداً خاصةً مع مرور الوقت وأنا في هذه الورشة، ووالدي يقول إذا لم تعمل فسنموت جوعاً”
يعمل محمد ويتقاضى ما يقارب خمسين ليرة تركية يومياً، وإلى جانب أجرة والده المشابهة تقريبًا لها يتساعدان على تحمل مصاريف المنزل، أما عن مخاطر العمل والتعرض للإصابات يقول “لا يوجد مخاطر في عملي، وهذا ما جعل والدي يطمئن ويدفعني للعمل والصبر عليه خاصةً بعد عملي سابقاً في الحدادة وتعرضي لالتهابات في العينين”
إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع