طُرق باب منزلي, ليجمعني الله بطفل جميل, بانت على وجهه ملامح القهر والشقاء, وترى على يديه قهر وعذاب السنين.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
“محمد.خ” يبلغ من العمر عشرة أعوام, طرق بابي ويرجو أن أقدم له شيئاً ليجلب دواءً لجدته العاجزة،, خيّم القهر على روح… طفل بعمر الزهور, أخذت أكلمه عليّ أساعده”.
أشعل كلامه بالفؤادِ لوعة وهو يردد ويقول: ” والله ما بدي غير دواء لجدتي العاجزة, ونحن من البارحة بدون أكل ولا يوجد لدينا غطاء يقينا البرد, ولا أحد بساعدنا غير جارنا يحضر لنا القليل من الطعام”.
محمد طفل يخرج ليجمع ثمن علاج جدته, تاركاً أحلامه خلفه وأثناء حديثنا قال: “أنا من مدينة سراقب خيم القصف على بلدتنا قبل عامين, لم يعد باستطاعتنا البقاء في البلدة, حملنا والدي بسيارة لنقلنا لمكان أكثر أماناً, لحظات بعد صفير الطائرة تناثر الأتربة والأحجار, ملء المكان بالدماء وأهلي توفوا”.
يروي محمد ودموعه تحرق عينيه, قائلاً لم يبقَ لي سوى جدتي العاجزة, خرجنا إلى أن وصلنا إلى جبال مدينة سرمدا في الشمال السوري, ليس لدينا ما يقينا حر الصيف ولا برد الشتاء”.
سألته عن دراسته إذا كان يدرس…..
جاوب محمد قائلاً: “وين بدي ادرس ونحن ساكنين بجبل سرمدا قريب برج النمرة, وماعنا حق أكل حتى جيب حق دفتر”, يتكلم كأنما على كاهله حمل بثقل الجبال, لا يحلم بحقيبة وكتب وأقلام كباقي أطفال سنه, بل همه كيف يجمع ثمن دواء جدته”
الكثير من الأطفال يقاسون الكثير من العذاب مثل محمد, ويتحملون مالا يتحمله الرجال, ينتظرون وقفة كريمة ممن يخفف عنهم حملهم ويعيد لهم طفولتهم المسلوبة.
بقلم: فاطمة براء
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع