طفلةٌ صغيرةٌ لم تتجاوز سنواتها الست تخرج كل يومٍ لتجمع الحطب من الجبال وحدها.
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
في شمال حلب، وبالقرب من المخيمات هناك بعض التلال التي تتوفر فيها الأشجار اليابسة وبقايا الأغصان الميتة، هناك وبين أكوام القهر تتجوّل ياسمين بحذائها المهترئ، كل فردةٍ فيه من لون ونوع، تحمل كيساً لجمع الحطب تخرج صباحاً لتعود بعد الظهر، تحاول ملأه لتشعل المدفاة وتطرد البرد عن إخوتها وأمها المعاقة.
قالت لنا والدتها وهي تعاني من شللٍ في أطرافها بعد قصف جوي قتل زوجها:
“ياسمين هي ألأم والأخت في هذه العائلة، تريد أن تهتم بشؤون البيت وتريد أن تؤمن قوت يومنا، لا أدري متى سوف أُشفى ولكني أعتمد على ياسمين في كلّ شيءٍ فهي يداي وقدماي وعيناي وقلبي”
ياسمين لم تتمكن من التسجيل في المدرسة في هذا العام ولكنها تريد أن تدرس وتريد أن تتعلم لكي تساعد أسرتها أكثر، قالت لنا وهي تحمل كيس الحطب:
” لن أدرس هذا العام ولكن في العام القادم سأحاول أن اعمل بعد الظهر وأذهب للمدرسة صباحاً، لأنهم سيفتتحون مدرسة في مخيمنا”
تتحدث إلى طفلةٍ ولكنك عندما تسمع كلامها تُحس أنك تتحدث إلى إنسانٍ ناضجٍ حمل هموم أسرةٍ وبيتٍ، ولم يعرف من طفولته إلا الهم والتعب وتحمل المسؤولية .
ياسمين لا تلقي بالاً لكل ما حولها، تجدها تركز في جمع الحطب، تحدثك دون أن تنظر إليك رغم أن تركيزها مُنصبٌّ فقط على عملها وجمع بعض الأغصان اليابسة.
هذا هو حال أطفال سورية كبروا قبل الأوان حتى شابت طفولتهم قبل أن يشيب شعرهم .
بقلم ضياء عسود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع