أنشأ الجيش التركي نقطة عسكرية جديدة له في ريف حلب الغربي شمالي سوريا، معتزماً تدشين نقاط مراقبة أخرى، حيث استقدم تعزيزات عسكرية تضم أرتالًا من الجنود، وأكثر من 10 دبابات ومدافع وناقلات جند، لتنضم إلى الترسانة التركية المنتشرة شمال غربي سوريا، والتي يناهز تعداد آلياتها نحو 4000، وأكثر من 10 آلاف جندي، لا سيما مع تسجيل خروقات لقوات النظام، الذي استقدم بدوره أرتالاً من الجنود إلى محاور جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي.
تزامن ذلك مع نقل الميليشيات الإيرانية و ميليشيا «حزب الله» اللبناني قواتهما من ريف حلب إلى الى ريف إدلب، وسط تصاعد النبرة الروسية حيال عودة العمليات العسكرية، متخذة من «محاربة الإرهاب» ثغرة ستستثمرها من اجل خرق بروتوكول وقف إطلاق النار ونسف اتفاق التهدئة بخصوص إدلب، وهو ما ظهر من خلال حديث وزارة الدفاع الروسية، عن شنّ هجمات مضادة لفصائل المعارضة بفضل الدعم الخارجي، في إشارة ضمنية إلى تركيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية، أمس الثلاثاء، عن «اللجنة الروسية التركية المشتركة لمراقبة نظام وقف إطلاق النار» في سوريا، أنها وثقت 5 خروقات لاتفاق التهدئة، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وجاء في بيان وزاري نشرته وزارة الدفاع على «فيسبوك»: «رصد الجانب الروسي في اللجنة الروسية – التركية المشتركة لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في سوريا 5 خروقات لنظام وقف إطلاق النار، وذلك في محافظتي حلب (4) وحماه (1) ، بينما لم يرصد الجانب التركي أي خرق».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن قذائف صاروخية أطلقتها قوات النظام ظهر الثلاثاء على مناطق في بلدة الفطيرة بريف إدلب الجنوبي، ومحور كبانة في ريف اللاذقية والطرقات المتصلة معها في ريف إدلب الغربي، وذلك بعد يوم من وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية إلى محاور ريف إدلب، كما نقلت الميليشيات الموالية لإيران و»حزب الله» قواتها من ريف حلب إلى محور سراقب.
وقالت مصادر محلية، إن القوات العسكرية التركية تعتزم إنشاء نقطتين عسكريتين إضافيتين، قرب بلدة محمبل في ريف إدلب الغربي، مشيرة الى أن الضباط الأتراك استطلعوا نقطتين في المنطقة من الممكن أن تنتشر فيها قوات من الجيش التركي وهي مدرسة السواقة المعروفة بحاجز «عماد» شرق بلدة محمبل، وقرية «العليا» جنوبي البلدة أيضاً، وذلك لتعزيز التواجد والانتشار التركي في المناطق القريبة من أوتوستراد حلب اللاذقية الدولي، التي تنوي تركيا وروسيا فتحه وتسيير دوريات مشتركة عليه.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات التركية استقدمت تعزيزات عسكرية إلى مواقعها في الشمال السوري، حيث رصد دخول رتل عسكري إلى الأراضي السورية، عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب، يتألف من نحو 50 آلية بين دبابات وناقلات جند وغيرها.
ومع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 1090 آلية، بالإضافة لمئات الجنود، كما يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة «خفض التصعيد» منذ الثاني من شهر فبراير/شباط الجاري، إلى أكثر من 4490 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات. وكشف مصدر عسكري مقرب من أنقرة، معلومات حول الاتفاق التركي – الروسي، تشي بعودة التصعيد إلى إدلب ومحطيها، في حال عرقلة سير عمل الدوريات المشتركة على الطريق الدولي.
وقد نص الاتفاق بحسب المصدر، على بنود عدة وهي إعلان هدنة ووقف إطلاق نار، وفتح طريق وتسيير دوريات مشتركة، وضمان عدم وصول المجموعات -المصنفة- وإبعاد السلاح الثقيل عن شمال وجنوب الطريق 6 كم. مؤكداً على أهمية استكمال الخطوات التركية السابقة لحل التنظيمات المصنفة على لوائح الإرهاب الدولية، والذهاب باتجاه الحل السياسي ووفق القرارات الدولية وبيان جنيف 2254.
وفي حال عدم التزام النظام والميليشيات الإيرانية في وقف إطلاق النار، قال المصدر فإن «القوات التركية سوف تستكمل العمليات العسكرية ويتم إعادة النظام إلى خلف نقاط المراقبة التركية بدون أي تدخل أو مساندة أو اعتراض من الروس».
مضيفاً أنه «في حال عرقلة الدوريات المشتركة من قبل الفصائل العسكرية، سيكون هناك تحرك عسكري روسي لتنفيذ البند بالقوة» معتبراً اعتراض اعمال الدوريات الروسية – التركية عرقلة للجهود المشتركة حيث قال «اعطاء ذريعة جديدة للروس وعرقلة الجهود التركية الرامية لحماية المنطقة يعني حتمية خسارة مناطق جنوب الطريق ام 4» مشيراً الى ان الدوريات المشتركة هي لضمان فتح الطريق والتأكد من خلوه من التنظيمات المصنفة على لوائح الارهاب الدولية بعيدًا عن تثبيت أي نقطة للجانب الروسي في المنطقة.
ونفى المصدر المعارض، المعروف بتقربه من الحكومة التركية وجود اي تفاهمات حول انسحاب أو تسليم أي مدينة أو بلدة أو قرية في المناطق الواقعة جنوب الطريق الدولي.
نقلا عن القدس العربي