مئة عام والإرهاب والإجرام والقتل والتدمير يمارس علينا وعلى شعوبنا بحجج وذرائع ودعاوى شتى، بدأت بدعوى الخلافة العربية على أنقاض الخلافة العثمانية لهدم الأولى والاستفراد بالثانية (الشريف حسين مكماهون) ليأتي بعدها سايكس بيكو بالتقسيم المشؤوم الذي ندفع تبعاته ونكباته حتى يومنا هذا، وبعدها دعاوي أخرى باسم الحرية والديمقراطية، وتحرير الشعوب ومن ثم أسلحة الدمار الشامل، والقصة المعروفة، والكذبة الممجوجة، لنصل في النهاية إلى ذريعة محاربة الإرهاب ونشر الأمن والسلام، في كذب ووقاحة لم يشهد لها التاريخ مثيلا إلا في القرون الوسطى وحملات التطهير العرقي في أمريكا ومحاكم التفتيش والإبادة في أسبانيا، ومن أجداد هؤلاء أنفسهم، مدعي الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
ولعل قارئ التاريخ يكفيه مابين طياته، ولاداعي للغوص في التفاصيل ليعلم حقيقة هؤلاء وزيفهم ونفاقهم، أما العامة والمساكين ممن غرروا بهم ولبسوا عليهم بدعوى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فقد بدا واضحا وجليا لهم حقيقة القوم بعد أن بان لهم بما لايقبل الشك غض الطرف عن الجاني وحماية القاتل ومن ثم اتهام الضحية والثأر منها، لا لشيء بل لأنهم يعلمون أن حريتهم التي يناودن بها ويسعون لأجلها ستضع حدا لعربدتهم وأطماعهم.
ولم يكتفوا بما فعلوا من قتل وفتك وإجرام بل هيأوا وسهلوا لجماعات تكفيرية أو عزوا لأدواتهم أن يطلقوا سراحهم ويهيؤوا لهم الأجواء بالمال والسلاح والحركة حتى اذا ماغررت بهم العامة وفتحوا لهم قلوبهم وبيوتهم وأحضانهم، غرزوا سيوفهم في أجسادهم بدعوى الكفر والردة وإقامة دولة الإسلام والدين ظلما وكذبا وادعاء،
ليطعنوا الإسلام والمسلمين أربع مرات،
الأولى عندما أحرقوا شباب الأمة بدعوى الخلافة والإسلام كذبا وزورا، والثانية عندما قتلوا وذبخوا من خالفهم وناهضهم من أهل الإسلام والتوحيد ممن لم يرتضي أن يخنع ويركع، والثالثة أن نفروا الناس من الإسلام بأقوالهم الشنيعة وأفعالهم القبيحة، والرابعة أن استقدموا من هيأ لهم الأجواء ليقتلنا بحجة الحرب على الارهاب.
ويكمل كل من هؤلاء جميعا حلقة من حلقات الإجرام بحق هذا الشعب، بدءا من أمريكا ومرورا بروسيا وإيران وعصابات بشار والميليشيات الشيعية من كل حدب وصوب وتنهي حلقاتها بالغلاة والجهلة والتكفيريين.
ليبقى هذا الشعب الثائر يقاوم هؤلاء جميعا ماضيا نحو كرامته وحريته بثبات الثابتين وثقة المنتصرين بوعد الله الذي لايخلف النصر لعباده الصادقين المخلصين.
التحالفَ الدولي وميليشيات سوريا الديمقراطية الذين دخلوا منبج فاتحين وهلل لهم وطبل الكثير من المنتفعين لاتقل جرائمهم بشاعة عن تنظيم الدولة؛
فمجزرة البوير التي حصلت في ريف منبج على أيادي تنظيم الدولة هي جريمة شنيعة، لا تقل بشاعة عن المجازر التي ارتكبها طيران التحالف وميليشيات سوريا الديمقرتطية في بادية التوخار مؤخرا وراح ضحيتها العشرات من النساء والأطفال، فيما لاتخفى جرائم الطيران الروسي والسوري في مدينة ادلب وحلب على أحد فاستهداف المدينتين بالصواريخ الفراغية والغازات السامة المحرمة دوليا موثق بالصور، واستهداف المشافي بشكل متعمد حيث خرجت معظم مشافي حلب وريفها عن الخدمة بعد تدميرها كليا من قبل الطيران الروسي والسوري وأمام مرأى العالم بأسره، ويبقى الشعب السوري هو الضحية ويدفع ثمن حقدهم وإجرامهم ويتلقى أشد انواع الظلم ولكن ليس باسم الحرية هذه المرة ولكن بدعوى محاربة الارهاب.
المركز الصحفي السوري_ وضاح حاج يوسف