قالت وثيقة مسرّبة من الأمم المتحدة، اطلعت عليها مؤسسة “تومسون رويترز” إنه بحلول تموز/يوليو من عام 2020، ضاعت “نسبة فظيعة تبلغ 50 بالمائة من المساعدات من خلال تحويل العملات, وفق ما نشرت وكالة “رويترز” اليوم الخميس 17 حزيران/يونيو، وترجم عنها المركز الصحفي السوري بتصرّف.
توصل تحقيق أجرته مؤسسة “تومسون رويترز” إلى أن 250 مليون دولار على الأقل من المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة للاجئين والمجتمعات الفقيرة في لبنان ضاعت لصالح البنوك، التي تبيع العملة المحلية بأسعار غير مواتية للغاية, وتأتي الخسائر التي وصفت بحسب وثيقة الأمم المتحدة بـ “الفظيعة”، في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية على الإطلاق, فأكثر من نصف السكان فيه يعيشون تحت خط الفقر وفقاً للبنك الدولي.
وقدر تقييم داخلي للأمم المتحدة، في شباط/فبراير الفائت، أنّ البنوك اللبنانية ابتلعت ما يصل إلى نصف قيمة برنامج المساعدات الذي استخدمته الأمم المتحدة لتحويل الدولار الأمريكي المتبرع به.
قال مسؤول المساعدات إنه خلال عام 2020 والأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 استبدلت البنوك الدولارات لوكالات الأمم المتحدة بمعدّلات أقل بنسبة 40 بالمائة في المتوسط من سعر السوق.
جاءت معظم الخسائر من برنامج مساعدات الأمم المتحدة لعام 2020 بقيمة حوالي 400 مليون دولار، والذي يوفّر تمويلاً شهرياً للغذاء والتعليم والنقل والاستعداد لفصل الشتاء لقرابة مليون لاجئ سوري في لبنان.
فيما نفت جمعية مصارف لبنان “ABL” التي تمثل البنوك التجارية في البلاد, استخدام المساعدات في زيادة رأس المال لديها. وقالت إنّ الأمم المتحدة كان بإمكانها أن توزع مساعداتها بالدّولار أو تتفاوض على سعر أفضل مع البنك المركزي اللبناني.
ولم يرد المتحدث باسم البنك المركزي في لبنان على سؤاله بما يخصّ الأسعار المقدمة للمنظمات الإنسانية.
وقد بلغت الخسائر نحو 200 مليون دولار في عامي 2019 و 2020 وما لا يقل عن 40 مليون دولار حتى اليوم في 2021.
وكانت قد قارنت مؤسسة “تومسون رويترز” معدّلات تحويل البنوك للدولار الأمريكي في عامي 2020 و 2021 مع أسعار الصرف المتزامنة في السوق لحساب مقدار المساعدة المفقودة.
يذكر أنّ برنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أحالت مؤسسة “تومسون رويترز” إلى مكتب منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الذي رفض التعليق على أسباب الخسائر الفادحة.
وقال متحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إنّ ما بين ثلث ونصف المساعدة التي وزّعتها منذ تشرين الأول/أكتوبر من عام 2020, أي ما يعادل قرابة 7 ملايين دولار, ضاعت بسبب تحويل العملة, وحذّرت الوكالة مراراً من نقص التمويل.
وأكّد المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي أن تمويل البرنامج للمساعدات النقدية الشهرية لقرابة 105 آلاف من الفقراء اللبنانيين والذي بلغت قيمته 23 مليون دولار العام الفائت استخدم نفس أسعار الصرف غير المواتية حسب وصفه، مما أدى إلى خسارة تصل إلى نصف الأموال للبنوك.
وقد بلغت الخسائر الموثّقة من برامج “لويز” وبرنامج الأغذية العالمي والأونروا ما لا يقل عن 250 مليون دولار أمريكي، منذ تشرين الأول/أكتوبر من عام 2019.
الجدير ذكره أنّ برنامج الأمم المتحدة الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار والمعروف باسم “لويز” يحصل على تمويل من الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية وألمانيا والمملكة المتحدة وكندا وهولندا وفرنسا ودول أخرى.
ترجمة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع