شكل اجتماع الدول الصناعية الكبرى في العالم الذي انطلق من مدينة “توسكانا” الإيطالية, أمس الاثنين, توضيحات جديدة بشأن خيارات واشنطن المتعلقة بمصير رأس النظام التي سعت من خلاله الدول المجتمعة لتوضيحات من واشنطن لهذه الغاية، وحسمت خيارها لناحية طي صفحة الأسد وأن رسالة الولايات المتحدة الأمريكية في سورية لناحية حلول بند القضاء على تنظيم الدولة في المرتبة الأولى ربما يكون قد فهم خطأ.
إذ إن واشنطن أعادت صياغة سلم أولوياتها بشكل يصبح القضاء على تنظيم الدولة والنصرة يسير بموازاة الإطاحة بالأسد أما الإشارة الثانية للتصريحات الأميركية التي صدرت من توسكانا فهي تفيد بأن موسكو باتت مخيرة بعد مجزرة الكيماوي بين الدعم المطلق للنظام على أن تتحمل عواقب هذا الدعم من عقوبات وعزلة دولية من ناحية، وبين التعاون مع واشنطن والدول الأوربية حول مصير الأسد من ناحية ثانية, في الوقت ذاته يؤشر إلغاء اللقاء بين وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون” بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى جعل الأمور تتجه نحو التصعيد.
الإشارات التي بعث بها وزير الخارجية الأمريكي واكبها تصريحات أخرى لمستشار الأمن القومي “هيربرت ماكماستر” في مؤتمره الصحفي الأول منذ توليه المنصب, فقد قال إن “ترامب” وفريقه سيحاولون تغيير النظام في سوريا والقضاء على تنظيم الدولة عن طريق اتخاذ خطوات متزامنة في هذا المجال, كما سلط “ماكماستر” الضوء على أولويات سياسة “ترامب” تجاه سوريا قبيل زيارة يجريها اليوم المبعوث الدولي إلى سوريا “ستيفان ديمستورا” لواشنطن لبحث الشأن السوري وسيلتقي خلالها بمستشار الأمن القومي وستجري محادثات مع مسؤولين آخرين.
وأوضح الفريق “ماكماستر” إلى أن “ترامب” مازال يسعى لحل سياسي في سوريا رغم استعداده لشن ضربات جديدة على قوات النظام السوري متسائلاً كيف يمكن أن يظهر حل سياسي مع استمرار وجود الأسد؟, مشيراً إلى تحمل دول أخرى لمسؤولياته والقيام بما يلزم للوصول إلى هذا الهدف تحت غطاء أمريكي.
المركز الصحفي السوري